كذبة ماقبل التشغيل في الجزائر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ينتابني الحزن والأسى وأنـــا اخط اسطرا لم تعد تتحمل ثقل كلمــاتي، جنون أفكاري ونشوة نبيذ خذر طمـوحي، نيران
الخطيئة تنهش قلبي عندمــا أتذكر أيام الجامعة وأنا احمل حقيبتي الصغيرة مهرولة إلى المدرج بكليــــة الحقوق لأحجز
مكانا لي بقرب الأستاذ المحاضر، أستاذ الإجراءات المدنية، كنت انتظر ساعة لقاءه بلهفة شديدة لأداعب أفكــاره الثائرة
ضد نظـام الحكم في البلاد وسياسة العرجاء التي سيرت بها مخططات الثلاثيــة والربــاعية والخمـــاسية ووووووووو
اه اه اهه لم اعتقد يومها أنني ارتكب جريمة نكراء في حق نفسي طيلة أربعة سنوات بل ألحقت العار بعائلتي رغم أن
والدتي "دخلت زنقة الهبال" عندما استطاعت أن افتك شهادة النجاح في البكالوريا واقتحم أسوار الجامعة. كانت والدتي
في الماضي عندما كانت تجتمع بقريناتها تطأطئ رأسها وتحمر وجنتيها من شدة الخجل فليس ثمة ما تفخر به كانت كل
واحد منهن تطلق العنان لألسنتهن لتعدن خصال ابنتهن "الجامعيات" "الفاهمات"أمي المسكينة "بنت الطاهر" لقب اطلقه
جدي رحمه الله عليهـا كونه كان يعشق طيبتها يحبها أكثر من زوجته اي جدتي وهذا ما يفسر لما كانت جدتي تغار من
امي احم احم احم لن ندخل في هذه المتاهات المهم ان والدتي لم تعلم ان ابنتها التي هي انا "الجامعية"الحقت بها العار،
العار يا اماه انني ما استطعت اقتحام عالم الشغل، ان اجد مكانا يلملم شتات معاناتي، جروحي عار ليس كغيره بـل هو
فعل المخل بالاداب العامة جريمة بسبق الاصرار و الترصد ازهقت فيها احلامي البسيطة، قيل لي في نهـاية كل النفق
يوجد ضوء ساطع ينتظرك بعد شقاء اربعة سنوات، كذبة هي الاخرى يريدونني ان اصدقهــا بل صدقتها فعــلا واتبعت
النفق، روائح كريهة تعبق المكان سرداب مظلم، مليء بالخفافيش و جــرذانننننن. انا امقت الجـــرذان ببطونها المنتفخة
لاتكاد تقوى على الوقوف ولا حتى الاقتراب من ضحاياها ربما لانها متأكدة من امكـانية افتكاك بفريستها عندما ستسنح
الفرصة، ولانها تعلم ان اغلب مرتدي النفق وهم كثر لم يحرصـوا على تناول مصل المضــاد لسمها القاتل، انا لاسف
تناولت جرعة زائدة فلا شيء يدغدغ مشاعري لا همسة ولا غمزة و لا لمزة هذا ما جعل الوصـــول لضوء السـاطع
مستحيل، بعدما اصبح الخروج من النفق يستوجب تأشيرة، بطاقة اعتماد، كاريزما نعم كاريزمــا لم اكن افهم مــا معنها
الا بعدما شاهدت احدى حلقات البرنامج الشهير "ستار اكاديمي"، هناك فهمت كيف تسير الامور لكن بعد فـوات الاوان
لان مفعول الجرعة لم يزول مفعوله الى حد الان امهاااااااااا.
بقلم: راضية صحراوي صحيفة الوطن الجزائرية