"العناصر الكرونولوجية حول مسجد "سيدي غانم "بميلة
تؤكد صفته كأقدم مسجد في أفريقيا" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ذكر الباحث بمركز البحــوث في عصر مــا قبل التــاريخ وعلم الإنســان الدكتــور حسين طاوطــاو بعد ظهر اليوم الاثنين بميلة
أن العناصر الكرونولوجية حول مسجد "سيــدي غــانم"(مسجد أبو المهــاجر دينار) بولاية ميلــة تؤكد أصــالة هــذا المسجد في
الاتجاه الذي يجعله الأقدم في افريقيا.
ورجح الأستاذ طاوطاو لدى تدخله في أشغال الملتقى الوطني حول مسجد "أبو المهـاجر دينار" و المعروف بـاسم "سيدي غانم"
وذلك بقاعة دار الثقافة بمدينة ميلة أن يعود تأسيس هذا المسجد الأثري إلى "بداية القـرن الثـامن (8 )الميـلادي "و هي الحقبـة
التي كان فيها المسجد جد متواضع لكنه تحول إلى مسجد حقيقي فيما بعد إثر بناء مسجد آخر على أنقاض المسجد الأصلي الـذي
ذكره الرحالة البكري و الذي يتطابق مع البناء الحالي من دون التغييرات التي تم إدخالهـا في المرحلتين العثمانية و الاستعمارية".
وذكر الدكتور طاوطاو أن هذا المعلــم الذي اكتشـف في حفريــات 1968 "لم يحظ مطلقـا بدراسة معمقة تحدد نشأته و مساره التاريخي"واصفا ذلك ب"المعضلة الحقيقية".
وتهدف أشغال هذا الملتقى حول مسجد "سيدي غانم" الذي تنظمه مديرية الشؤون الدينية على مدى يومين الى الإجـابة على عدد
من التساؤلات حول هذا المسجد ونفض الغبار عن هذا المعلم التاريخي الذي سيحظى قريبا بعملية ترميم هامة.
ومن جهته تطرق الدكتور إسماعيل سامعي أستاذ التاريخ و الحضارة الإســلامية بجامعة الأميــر عبد القادر للعلــوم الإســلامية
بقسنطينة إلى دوافع اختيار الصحابي الفاتح أبو المهاجر دينار لمدينة ميلة "كقيروان ثانية" مرجعـا ذلك الى "عــامل اقتصــادي
هام يضمن توفير احتياجات الجند و توفير متطلبات الاستقرار وكذا اهتمام أبو دينار بمواصلة طريق الفتوحــات الإسـلامية التي
قادته لغاية تلمسان".
أما الأستاذ علاوة عمارة من كلية الآداب و العلوم الإسلامية بقسنطينــة فيرى في محــاضرته بعنوان "أبو المهــاجر دينار بين
الروايات العربية و القراءات الغربية .. صور وأبعاد" أن "المعطيات الأثرية الحالية تفند بشكل قطعي فكرة بنــاء الجــامع في
زمن أبي المهاجر دينار" معتبرا أن "محاولة نسبة مسجد ميلة لأبي المهاجر دينار و تجريده من اسم سيـــدي غــانم هو عملية
اغتيال لذاكرة المعلم يرفضها البحث التاريخي بصورة قطعية".
ومن المنتظر أن يطبع مثل هذا النقاش اليوم الثاني و الأخيرغدا الثلاثاء أشغال هذا الملتقى الذي يشارك فيه باحثون في التاريخ
و علم الآثار و العلوم الإسلامية و أئمة و مهتمون بالتراث.
وكالة الأنباء الجزائرية
2013-05-21