450 موقع أثري بميلة ينتظر التفاتة وزارة الثقافة
في انتظار تجسيد مشاريع حماية التراث الأثري يشهد قطاع حماية التراث الثقافي والآثار بولاية ميلة، ركوداً خطيـرا في الجهود المبذولــة من القــائمين عليه في تسريــع وتيرة البــرامج
التي تهدف لحماية الموروث الثقافي للولاية التاريخية، التي تضم عددا هائلا من المواقع الأثرية لمختلف حضارات الجزائر.
فموقع مشتى العربي بشلغوم العيد، الذي تعود جذوره إلى عصــور مــا قبل التـاريخ، يعد من أهــم مــواقع الاستقــرار البشري في شمــال
إفريقيا في العصر الحجري الحديث. كما تحتفظ الذاكرة التــــاريخية بالولاية بأكثر من 450 موقع أثـري يعــود إلى الحضـارات القديمــة.
ولعل آثار التواجد الروماني هي الأوفر حظا، فقد أثبتت الدراسة الميـدانية لجرد الممتلكات الأثريــة التي قام بهــا الديــوان الوطني لتسييــر
واستغلال الممتلكات الثقافية، أن ولاية ميلة تضم أكثر من تسع مدن أثريــة مهمـة جاء ذكرهــا في مختلــف مصــادر التــاريخ الرومــاني،
ولعل أشهرها على الإطلاق مدينة ميلاف عاصمة الأديان في الجزائر عبر التاريخ. فمدينـة ميلــة أو مــلاف كــانت من أهم مدن شمــال
إفريقيا في العهد الروماني، وكانت من أهم معاقل الدين المسيحي، هذه المدينة التي لاتزال شاهدة إلى يومنا هذا على تــاريخ مجيد للمدينـة
ميلاح الإسلامية، عاصمة أبو المهاجر دينار، تضم من المعالم أول مساجد الجزائر على الإطلاق هو المسجــد المعــروف بمسجد سيــدي
غانم، الذي يعرف أشغال ترميم وصيانة يقف على تجسيدها مختصون في العمارة الأثرية وأثريون مختصون من الديوان الوطني لتسييـر واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، حسبما صرح به عمار نوارة محافظ الآثار بالولاية.
لكن يبقى للمهتمين بحماية التراث رأي آخر، هو مناشدة الوزارة الوصية التي عليها أن تقوم بمراقبة كــل عملية ترميــم لهذه الآثــار وفق
مقاييس عالمية مدروسة بعيدا عن ”البريكولاج”.. حتى لا يكون مصير هذه المعالم الاندثار أوالتشويه.
جريدة الفجر
2013.01.05