لليونسكو تأسف بالغ الأسف لتصاعد وتيرة العنف والأضرار
التي أصابت التراث العالمي في سوريا أعربت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، عن بالغ تأثرها إزاء الأنباء التي أفادت بالدمار الذي حلّ بالتراث الثقافي
في سوريا، ولاسيما بعد نشر مقالات صحافية وصور تبين الأضرار التي أصابت حصن الفرسـان، الذي يُعد موقعـاً من
مواقع التراث العالمي السوري. ويُعتبر الحصنان الذي يضمهما هذا الموقع من الأمثلـة الاستثنائية للعمارة المحصنة في
هذه المنطقة التي تطورت أثناء الحملات الصليبية في الفترة بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر.
وجهت إيرينا بوكوفا نداءً إلى مرتكبي هذه الممارسـات تدعوهم فيه إلى الكــف فـوراً عن أعمــال التدميــر وحثت كــافة
الأطراف المشاركة في النزاع الدائر هناك على اتخاذ ما يلزم من تدابيــر لضمـان صــون هــذا الموقــع المندرج ضمن
مواقع التراث العالمي وسائر الممتلكات الثقافية لهذا البلد.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التراث العالمي قررت خلال دورتها الأخيرة المنعقدة في كمبوديا وضع ستة مـواقع للتراث
العالمي في سوريا على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، وهو ما يبين القلق الذي يستشعره المجتمـع الدولي إزاء
التهديدات التي يتعرض لها التراث في هذا البلد الذي يشهد في الوقت الراهن حرباً أهلية.كما أطلق أعضاء لجنة التراث
العالمي "نداءً إلى كافة الأطراف المشاركة في الأحداث الجارية في سوريا للكف عن أية أفعال من شأنها إلحاق أضرار
إضافية بالتراث الثقافي لهذا البلد ولاحترام ما التزمت به وفقاً للقـانون الدولي، مع اتخاذ كل مـا يمكن من تدابير لحمـاية
هذا التراث".
وكما سبق للمديرة العامة أن أشارت في تصريح أدلت به هذا العــام، فإن " تدمير مــا ورثناه من المــاضي، والذي يُعد
تراثاً ينبغي الحفاظ عليه للأجيال القادمة، إنما لا يجدي شيئاً سوى تعميق مشاعر الكـره واليــأس والإمعــان في تقويض
الدعائم التي يستند إليها تلاحم المجتمع السوري". وكررت إيرينا بوكوفا نداءها إلى جميع الأطراف المعنية، مُطالبةً بأن
يحترموا التزاماتهم القانونية وفقاً لاتفاقية لاهاي للعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح،
والتي وقعت عليها سوريا. وتُلزم هذه الاتفاقية الأطراف السامية المتعـاقدة بالكـف عن ارتكــاب أية أعمال عدائية ضد
الممتلكات الثقافية.
ووفقاً لما أعربت عنه المديرة العامة في وقت سابق، فإن اليونسكو على أهبة الاستعداد للتعاون مع جميع الأطراف المعنية
وبذل قصارى جهدها لحماية الآثار الثقافية السورية إذا سمحت الأوضاع الأمنية للبلاد بذلك.
اليونيسكو
2013/07/16