سجن الأسرى البريطانيين في "النجف" يتحول إلى متحف"خان الشيلان" أبرز المعالم الأثرية ويتميز بقربه من مرقد الإمام علي بن أبي طالب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قررت السلطات المحلية في مدينة النجف بالعراق تحويل سجن الأسرى البريطانيين فيها المعروف بـ"خان الشيلان" إلى متحف يعرض التراث النجفي في حقبات مختلفة.
ويعتبر خان الشيلان من أبرز المعالم الأثرية التي لا تزال تحكي قصص ثورة العام 1920 المعروفة باسم ثورة العشرين في العـراق
ضد الاحتلال البريطاني والتي أدت الى قيام أول دولة عراقية في العصر الحديث.
وتبلغ مساحة خان الشيلان 1500 متر مربع، وهو يتكون من ثلاثة سراديب وطابقين كـانت تستعمـل لخزن الحبوب والمـعدات بينمــا
تحيط غرف متداخلة بباحة الخان.
و***ت على جدران الخان الذي بني عام 1899 زخارف إسلامية بعضها ينتشر على مدخله الرئيسي، وبحسب مديـر المتحـف حمزة
الخالدي، فإن خان الشيلان "يمثل أهمية كبرى بالنسبة الى التراث النجفي".
ويقول الخالدي إن هذا المبنى "يـروي الكثيــر من تــاريخ النجف الممتــد خصوصــا من أواخر الدولة العثمــانية حتى بدايــات الاحتـلال
البريطاني وقيام ثورة العشريـن حين استخــدم الثــوار هــذا المكــان كسجــن احتجــزوا فيه البريطــانيين الذين أســروا في عدة معــارك".
ومن أبرز ما يميز خان الشيلان، حيث لا تزال الجدران تحمل آثار رسومات وتــواريخ وضعها عليهــا الجنود البريطــانيون، هو قربه
من مرقد الإمام علي بن أبي طالب.
وبني خان الشيلان ليكون دار الضيافة لزوار مرقد الإمام علي لكنه لم يستخدم لهــذا الغــرض بسبب سيطــرة العثمــانيين عليه، ومن ثم البريطانيين، بحسب أستاذ الدراسات العليا في التاريخ في جامعة الكوفة حسن الحكيم.
ويوضح الحكيم أن الدولة العثمانية "سيطرت على الخان وجعلته مقرا للإدارة العثمانية، حيث أنشأت فيه ثكنة عسكرية تابعة لهــا خـلال
الحرب العالمية الأولى".
وبعد هزيمة العثمانيين على أيدي البريطانيين، تمكّن أهالي النجف من استعادة السيطــرة على الخــان، وأسســوا فيه أول حكــومة محلية
لإدارة المدينة استمرت لقرابة عامين من عام 1915 وحتى عام 1917.
وما إن سيطر البريطانيون على العراق حتى أرسلوا قوة عسكرية بريطانية من بغداد لتحكم قبضتها على خان الشيلان وتنهي الحكـومة
المحلية في النجف.
وقد قررت السلطات المحلية في النجف حاليا تحويل هذا المكان الى متحف ضمن فعاليات مشروع النجف عــاصمة للثقــافة الإســلامية
للعام 2012.
وبعد إلغاء مشروع النجف، تحولت فكرة المتحف الى هيئة الآثار والتراث التي قررت أن يضــم المتحــف قطعــا أثريــة تحكي التــراث
النجفي، بالإضافة الى تماثيل لثوار ثورة العشرين والأسلحة التي كانوا يستخدمونها، بالإضـافة إلى ملابس الثوار وملابس نجفية أخرى
كان يرتديها الناس في تلك الفترة.
وتزخر محافظة النجف، المقدسة لدى الشيعة ومركز عدد من المرجعيات الدينية الهامة، بالمـواقع الأثــرية التي تعود الى حقبــات مختلفة،
وبينها الآثار المسيحية التي لا تزال تنتظر من يعيدها الى الوجود لتـروي تــاريخ مكــان شكل في حقبة مــاضية بوابة دخــول المسيحية
الى العراق.
وأعلن في النجف بداية العام الحالي عن متحف من الشمع يعرض تماثيل عائدة الى عشرات الشخصيات التي درست أو عاشت أو ولدت
في النجف.
ويرى عضو اللجنة الشعبية التراثية في النجف مهدي الصائغ أن "خان الشيلان تعرض الى إهمال بشكل أثـر على البنــاء والهيكــل العام
له منذ رحيل الاحتلال الإنكليزي لغاية السنتين الماضيتين".
ويدعو الصائغ الى "تشكيل لجنه للاهتمام بالتراث النجفي الذي فقد الكثير منه ونشدّ على أزر المسؤوليــن الذين نهضــوا بهــذا المشروع"،
مضيفا "لدينا لائحة كاملة للأماكن والبيوت التراثية في النجف والمناطق المحيطة بهـا لذلك نطــالب بضــرورة الاهتمــام بهــذه الأمــاكن".
العربية نت
2013-01-05