الشارقة تبدأ بترميم مواقع أثرية
ضمن أكبر مشروع تراثي في المنطقة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يقع مشروع «قلب الشارقة» المقرر استكمال إنجازه في عام 2025 على بعد خمس دقائق فقط من كورنيش المدينة و10 دقائق من مطار الشارقة الدولي
«قلب الشارقة» يحاكي ازدهار خمسينات القرن الماضي ويختزن عبق التاريخ
ضمن المرحلة الأولى من مشروع «قلب الشارقة» الذي يعتبر أكبـــر مشروع تــراثي سياحي في المنطقة، أعلنت إمارة الشارقة عن بدء أعمال الترميم والصيانة في عدد من الأماكن التراثية المنتشرة ضمن مساحة المشروع، في مسعى لتحويل المكان إلى وجهة سياحية وتجارية ذات لمسة فنية معاصرة تعيد المنطقة إلى فترة خمسينــــات القــــــرن الماضي، ويعكس الازدهار الذي عاشته الإمارة منذ أكثر من نصف قرن. ومن اللافت أن نشاطات كثيرة يحفل بها هذا المكان حاليا من مطاعم تراثية، ومتاجر للبيع بالتجزئة، ومعارض فنية، وأسواق تقليدية، تتخذ من البيوت القديمة المرممة مقرا لها لتكــــون هذه البيوت شاهدا على تاريخ المدينة، حيث تختزن في جنباتها عبق تاريخ الإمارة وذكريات ساحل الخليج العربي.
وقالت إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة إن أعمال الترميـم والصيــانة في عدد من الأماكن التراثية بدأت ضمن المرحلة الأولى من مشروع «قلب الشارقة» الذي تنفذه هيئة الشارقة للاستثمار والتطويــــــر «شروق»، بالتعـــاون مع عدد من الدوائـــر والهيئات الحكومية في الإمارة بهدف إحياء المناطق التـــــراثية في الإمــارة، وذلك وفق الجدول الزمني المحدد من أجل إنجاز كامل المشروع في الموعد المقرر في عام 2025.
وبدأت أعمال الترميم في المشروع في مجموعة من المواقع الأثرية ضمن قلب الشــارقة، منها الحصن ومجلس إبراهيم المدفع ذو البارجيل الدائـــري الفريــد من نوعه في المنطقة وبيت الطـــواويش (جمع طواش وهم صيادو اللؤلؤ)، وذلك ضمن المرحلـــة الأولى من المشـــــــروع.
ويعتبر مشروع قلب الشارقة، الذي يتم تنفيذه على خمس مراحل، أكبر مشروع سيـاحي تراثي من نوعه على مستوى دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي، ويهدف المشــروع تحديدا إلى إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية لتشكل وجهة سياحية وتجـــارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة تعيد المنطقة إلى فترة خمسينات القرن المـــــاضي، كما تعكس الازدهار الذي عاشته الإمارة منذ أكثـــر من نصف قرن.
ويقول عبد العزيز المسلم مدير التراث والشؤون الثقافية في دائرة الثقـــافة والإعلام في الشارقة: «يمثل مشروع قلب الشارقة واحدا من أكبر وأهم المشروعـــــــات التطويرية الطموحة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي بصفة عامة، نعلم جيدا من خلال المسؤولية الملقاة على عاتقنا للمحافظة على التراث الثقافي المـــــادي لإمـــارة الشارقة أن عمليات الترميم والصيانة لا تحدث بين عشية وضحاها، ولكنهـــا تحتاج إلى العمل الشاق والتفاني والإخلاص وتضافر كل الجهود المخلصة لإنجاز هذا المشــــروع الوطني الكبير».
وأضاف: «نشعر ببالغ الفخر والاعتزاز ونحن نرى هذا المشروع طويل الأجل يترجم عمليا على الأرض ويأخذ شكله يوما بعد يوم، هذا المشروع الذي تتجسد فيه كل مشاعر الحب والوفاء من قبل كل الأطراف المعنية والمشـــــاركة في تنفيذه وإخـــراجه إلى حيز الوجــــــــــود».
وأوضح المسلم أن العمل جارٍ حاليا على قدم وســـاق في عدة مواقع في قلب الشــــارقة، وذلك في إطار عملية الترميم والصيانة الشاملة، حيث يجـري حاليا عمليات إزالة القشرة في جدران الحصن ومجلس آل المدفع التي خضعت لعملية تقييـم وفحص الأساسات، كما أجريت اختبارات للجدران لفحص إمكانية إضافة طابق علــــــوي.
ويعمل فريق الترميم حاليا على إصلاح الواجهات لعدد من المواقع، ومن المتوقع أن تبدأ قريبا أعمال الترميم في بارجيـــــــل المدفع وتدعيمه، في حين تم الانتهــــاء من أعمــــال الأساسات كما تم الكشف عن مواد البناء المستخدمة وتحديد المواد التي سيتم استخدامهـا حاليا في عمليات الترميم، ولا يزال العمل جاريا في وضع التصـــاميم النهـــــائية.
ويعد «قلب الشارقة» واحدا من أضخم المشروعات السياحية التي تنفذها «شــــــروق» ضمن المشروعات الحديثة التي تتبناها الإمارة من أجل الحفاظ على إرثهــــا التـــاريخي الوطني من خلال تطوير وإعادة إحياء المنطقة التراثية والمباني التاريخية الـــــواقعة في إمارة الشارقة، حيث يتوقع لهذا المشروع بمجرد الانتهاء منه أن يتبوأ مكـــانة بـــارزة على خارطة سياحة التراث العالمية بحسب القـــــــائمين عليه.
ويقع مشروع قلب الشارقة المقرر استكمال إنجازه في عـــــــام 2025 على بعد خمس دقائق فقط من كورنيش المدينة و10 دقائق من مطار الشارقة الدولي، ويضم مجمـوعة متنوعة من المشاريع التجارية والثقافية والسكنية، بما في ذلك فندق فاخر، ومطـــــــاعم، ومتاجر للبيع بالتجزئة، ومعارض فنية، وأسواق تقليدية، ومواقع أثـــــرية، ومتـــــاحف ومناطق للألعاب الترفيهية ومكاتب تجـــارية.
وتقوم الكثير من البيوت القديمة المرممة باستضافة هذه المشاريع، وستكون هذه البيــوت شاهدا على تاريخ الشارقة حيث تختزن في جنباتهــــــا عبق تــــاريخ الشــــارقة ورونق حاضرها، وتحافظ على إرثها الوطني والتاريخي، كمـــــا يحتضن مشروع قلب الشارقة أهم وأكبر الفعاليات والأنشطة التي تقام في الإمارة بشكل دوري، مثل بينالي الشــــارقة وأيام الشـــارقة التراثيــة، وفعاليـــات أخرى كثيـــرة.
المصدر
جريدة الشرق الأوسط
2012-10-03