على بعد 50كلم من مدينة البيض وبالتحديـد في مدخل قرية الوديــان ومن مسافة 5كلم
غرب دائرة بــوعلام تنتصب صخــرة بطــول5م هيئة كبش واضح بشكل كبير امـامه
انسان .تمثــل كبشا مرســوم بشكل عرضي مظهر جــانبي متجهــا الى اليميـن يعلو من
سطح الارض ب 1.30 م وحسب الهيئة الظــاهرة للرسم فان هــدا الحيــوان يمتــاز
بطــول الاعضــاء والعنـق وقصبة الانف او الجبهة المقوسة والشعر الطويــل مرسل
حيث يظهر الحيوان وهو يحمــل على ظهره ســرج مزين وحلية عريضة على العنــق
وفوق الــرأس قبعـة دائريــة امـــا رسم الانســان الدي يظهر امام الكبش فهو متكــامل
الاجــزاء لكــن ليس بالقــدر الـدي يظهــر به الكبــش من حيــث الجزئيــات الصغيــرة
اما وضعيتــه خلفيــة بالنسبة للكبش . بينمــا وضعية الكبش فقد اتخد هئيـة الوقــوف .
ان هدا الاكتشــاف تم الاعــلان عنه سنه 1898 رسميا من خـلال مراسلة اكاديمية
للنحــوت والحــروف الجميـــلة ببــاريس اد ينتمي الى فتــرة المدرســة الطبيعيــة دات
الاحجام الكبيرة1 التي ميزت العصر النيوليتي ما بين 6000 الى8000 سنــة
خلت ان هــده المحطة تقع ضمن سلسلة المحطــات المتتـواجدة على امتــداد الاطلس
الصحراوي والـدي يعرف في المــراجع التي تنـاولته بالبحــث والـدراسة بالاحجــــار
المكتــوبة للجنوب الوهـراني حبث تعــرف هــده المنطقـة المنطلـق الاسـاسي للنقـوش
الحجــرية للجنوب الجــزائري نسبــة الى الجـزائر العـاصمة وحتي للجنـوب المغربي
ادا المصطلـح عــرف لدى البــاحثين مثل فروبنيوس وتيفان غزال وهنــري لــوت
الدي اشــــار في احد بحوثــه ان الفــن الصحــراوي احــد اهم المنــاطق التي اثبتت
المعطيـات انه قديم على الاطـلاق حيث كـان منشأه في الجنوب الوهراني اين انتشـر
في الحنوب الجزائري وفي مرحلة لاحقة نحو الجنوب المغربي كما اكد روبي باحث
اثـري ان فن جبل عمور هو بالتأكيــد مهد الفن الجداري في شمال افريقيا اد يرى
ان من بين 236 محطة يتمركــز اكثر من نصفهــا في الجنــوب الوهــراني 2 ادا
مـاعدنا الي هـده المحطة فانها تعتبـر ضمن الاكتشافات الاولى التي سجلت بعد اول
اكتشاف لاول موقع يوم24/04/1847 من قبل الدكتور جاكـو في المكان المدعو
تيوت. ان هدا النحت الحجري يتكون من كل اجزائه التفصيلية حتى الصغيرة منها
من شكل الانف المقوس الى تفاصيل العيـن الداخلية الى رباط العنق اوحلية وضعت
كطوق في رقبته تظهر بوضوح مزخرفـة الى تشكيلة الشعـرالدي يرى متدليا جزئيا
في جوانب عـدة من جسم الكبش اضافـة الى وجود عشبتين او ريشتا نعام في كـلا
الاتجــاهي القبعة الدائرية على الرأس وكـانما وضعتــا بشكـل تزييني وكـدا الادنين
والقرون ادا ماانتقلنــا الى الكتلـة الص32323232 التي تحمل هـــدا الرســم فهي
تتواجد قرب مجري وادي قريــة الوديــان فوقها صخرتين بارزتين قليلا الى الامام
تشكل الى حد ما سقف يحفظ هدا الرسم من الاشعة المباشرة اوالتعــرض المبــاشر
لقوة الامطــار كما ان هدا الرسم قابع في قــاعدة ص32323232 تظهــر تحـت
الصخرة فهــي مستندة على طبقــة ص32323232 صلبــة تمنع مــن أي تـــآكل
لارضية هده الصخـرة الكبيــرة حيث يمتـاز بحجمه الكبيــر وذيــل طويــل نسبيــا
وقرونOVIS LONGIPES الكبش موضوع البحث يعرف العلميا الملتوية ذالبارزة
افقيــا على جـانبي رأسه وقد اختفي هذا النــوع تمامــا ليظهر النــوع الصحــراوي
يعرف في المصطلـــح العلمــي بPLOTYRA OVIS والدي يــزداد عدده على
ضفــاف النيل 3 ال*** الحجــري لهــدا الكبــش يكتسي دلالات بــالغة الاهميــة
على اعتبار مكانته ضمن رسومات عهده من اقـدم مظاهر الفنية والطقوسية الافريقيا
وهي اقدم التعابير المرئية للانسان والحيوان كما يرى دالك الباحث هـ.لوت و يقـول
فـلاندا ان هدا الموقع من بين اجمل نقوش حجرية ان لم يكن اجملها على الاطلاق
واحسن من بين الكباش المرســومة والتي تحمل الهــالة او القبعــة او القـرص الدائري
على الرأس في كل شمال افريقيا وحتى من حيث الحجـم فهو اكبرها مقارنة بمثيلاتها
اما من حــيث الاسقاطـات التــاريخية والتفسيرات الدينية فاستنتاجات الباحثين تشير
كما دللت عليــه الاستــادة الدكتورة عفراء الخطيب 4 ان الدراســات للرسومــات
والنقوش الص32323232 في الصحــراء الكبرى ه*** تكرارا غريبا للاكباش
والثيران التي تحمل على رأسها شكلا كرويا وقد عرف هنا النـوع انتشـارا واسعا
في منطقة المغــرب القديــم والهقــار والتــاسيلي وفزان والعوينات وموريتانيا
اما بخصوص الكبش دو الهالة فقد حضي دون غيـره في منطقة المغرب القديــم
والدي سمي بالكبش دو الهالة بكثير من الاهتمام والدراسات وطرحت حوله كثير
من الفرضيات والتساؤلات منها مثلا هل كان متصلا بشعائر دينية معينة اوانه
كان مخصصا للاضحية وهل كان يمثل معبودا محليا اوانه كان دي اصـول مصرية
والى مــادا كــان يرمز الشكــل الكروي الــدي يوجد على رأسه اما بالنسبــة للاصل
الكبش دي الهالة فقد اعتقد البعض انه الاله المصري آمــون وللعلــم فان كلمة امون
معناها الاله الخفي او ملك الالهــة وكــان مقــر عبــادته في كرنك ويظهــر بشكــل
انســان ورأس كبش و ظــل يعبد حتى عام 664 ق م وكان ملوك مصر يشتقون
منه اسمائهم مثل توت عتخ امون حيث كان يمثل احدهم اهم الهتهم وفي الميثولوجيا
المصــرية كان هو اله الشمس الريح والخصوبة لقد عثر الاركيولــوجيين في مصر
في مقــابر تعود الى 6000 سنة قبــل الميــلاد علي حيوانات منها اكبــاش ملفوفة
في بعض الانسجة ومسجاة جنبا لجنب مع الانســان ومتوجــة بموضوعات كروية
بريــش النعــام كشــاهد على عبــادة وتقديس الحيوانات واستمرت الى عهد الفـراعنة
حينما عثروا على ادوات استعملت فيه،،ا صــورة الكبش فعبــادة الظــواهرالطبيعيــة
والحيوانات ارتبطت بمرحلة الصيد وستظهر عبادة الكبش في مرحلة الرعي وتربية
الماشية هــدا الالـه امــون الدي عبد على شكل كبش والدي امتزج فيما بعد مع الاله
رع وانه ظل يعبد في منطقة المغرب القديم في شكله البدائي على شكل كبش لان
حضارة سكان المنطقة ظلت نسبيا متأخرة ولكن اليوم بعد ان اثبتت الدراسات الحديثة
انتماء رســوم ونقوش شمــال افريقيــا الى اوائــل العصر الحجري أي يمكن القــول
بان الكبش اقدم من انتشــار عبادة امون في مصر بحــوالي 35 الاف سنة فكبش
بوعلام لا علاقة له بالاله المصري امون رع اما الشكل الكروي الدي قد صورت
GERMAIN فقد اختلف الباحثون فيه فقال الباحث LA SPHEROIDE وجد
على رأس الكبش من اجل ابراز الشكل الكروي او القرص الدي كان لا يوضع
الا على رؤوس الحيوانات المقدسة مثل الاكباش والثيران .وكانه يرمز الى احد
الكــواكب كالشمس او القمر ان الشكل الموجود بين قرون الحيــوان هو بدون شك
رمز كوكبي FROBENIEUS واضاف البـاحث ان الميول نحو عبادة الحيوانات
تبدو جلية لاسيما فيما يخص الكباش كما قال فلامان حيث ان تجوال بعض الكباش
والتيوس للمناسبات عبر الشوارع يدكر بطقوس دينية قديمة يسمح لنا الاعتقاد وفقا
ل هــ.لوت وباحثين اخرين ان عبادة الكبش التي مورست في الجنوب الغربي عبادة
لم تكن لها علاقة مع تلك الموجودة بمصر مــادامت سبقتهــا كما اشــار الى دالك
م. قداش يبدو ان الاله المقدس من طرف جميــع البربر هو بالتأكيد اله الكبش الدي
اعتبر اله الشمس وبقي الاعتقـاد موجودا لعدة قرون وادا كانت هده الطقوس الدينية
موجودة بالفعل في النيوليتيك كانت ستزول بعد دالك كما يتبت الانخفاض التدريجي
للكريات التى اندثرت بعد دالك لم يقف هؤلاء الباحثون المهتمين بهده الآثــار على
رسم بهده الاهمية التي رأينا من حيث قدمه انشائه والسبق في اكتشافه فهو يوضع
ضمن المحطات الاولى التى اكتشفت كمــا ان انتمائه الى المدرسة التي كــانت تقنية
الرسم فيها في ا وج اتقانها اد يبدو للملاحظ في حيثيــات هدا ال*** الحجري
حجم العمق هدا المنحوت والاسلوب الدقيق لرسم الاجزاء حتى المتداخلة منها ويعتقد
ان هدا ال*** الدي اخد من صاحبه اواصحابه وقتا مهما لانجازه جيدا لاشك
انه كانت له الاهمية كبرى لدى انجازها كما انه يكتسي اهمية من حيث تواجده
اد لاتوجد محطة تجاوره كما هو الشأن في كل المحطات الاخرى التي تكاد تتقارب
فيها الصخور المرسومة الامر الدي يضفي عليه ميزة لا توجد الافي هده المحطة
مما اعطاه امتياز آخر كونه يمثل قراءة متكاملة لموضــوع واحــد اد قلما نجدها
في مواقع اخرى التي لاتكاد تقف فيها على لوحة فنية دات موضوع واحد حيث
تتداخل فيها اكثر من موضوع في لوحة واحدة كأن نجد رسومات لكثير من حيوان
واشكال اخرى قد لاتم*** اية فكرة عن الموضوع فكبش بوعلام وحدة أثريــة
دات معنى واحد توجد رسومات تشبه الى حد ما *** كبش بوعلام لكن ليس
بتلك التفاصيل التي نراها في هده المحطة اما من حيث جزئيـات المكونة للرسم
فيظهر جليا البعد الدقيق المفصل لكل هده الجزئيات من تقوسة الجبهة التي تميــز
حيــوان الكبش عن كل الحيوانات والي ابعد الحدود نرى المكونات الداخلية للعين
ودوران الحلقة التي على الرأس التي لا خلل فيها و اما ادا ما رأينا انسيابية الشعر
المرسل بتقنية الفنان المبدع الدي يحاول اعطاء التوا زيات في رسم جزئيات
كالشعــر وحتى الى تفاصيل الحلية التي تطوق الرقبــة والسرج المزخرفتيــن بل
يدهب الامــر الى وجود مــايشبه القفل الدي يربط جوانب القلادة او الحلية التي
تظهر حول الرقبة بوضوح وبشكل عام فان الرسم يتكون من كل اجزائه حتى
الصغيرة منها .
المراجع 1- LIBYCA tome XXI
2- كتاب / لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الاعلى / لعمارة خليفة
3- محاضرة للاستاد د نصر القوصي /احياء اعظم طريق فرعوني في التاريخ
4- التاريخ القديم للاستادة عفراء الخطيب استادة بمعهد الدراسات الافريقية جامعة محمد الخامس
5- TRESORS DE L’ATLAS de ginette aumassip