المدير العام للإيسيسكو في افتتاح المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة في تطوان
المدن العتيقة مستودع للتراث الإنساني وفضاء للتلاقح الحضاري قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربيــة والعلــوم والثقــافة –إيسيسكــو-، إن المدن
العتيقة هي مستودعات للحضارات الإنســانية المتعــاقبة، فيها تقــاربت عبر التــاريخ مما أنتج عنه التلاقحُ الحضـاريُّ، والتمــازجُ
الثقافيّ، والترابطُ الإنسانيّ.
وأشار في كلمة ألقيت بالنيابة عنه في افتتاح المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة صباح اليوم في مدينة تطــوان (شمال المغــرب)،
إلى أن الاحتـفـاء بالمدن العتـيـقـة هو احتـفـاء بالإنسان الذي امتـزجت حياته بها باندماجه في محيطهـا، ليتشكل من هذا الامتــزاج
والاندماج، النسيجُ المجتمعيُّ الذي يستعصي على الانفصام أو الذوبان.
وقال: " إن الخبرة التاريخية والتجربة الميدانية قد أثبتتا أن الحفاظ على المدن العتيقة لا تكون له قيمة فعلية إلا بتنمية هذه المـدن
تنمية شاملة مستدامة. فالتنمية الإنسانية التي تنطلق من التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية، هي السبيل إلى استمـرار حمــايـة
المدن العتيقة ودوام الحفاظ على رونـق آثارها وألـق إشعاعها وعـبـق تاريخها."
وأكد أن الحفاظ على روح المدن العتيقة هو التحـدّيُّ الذي يواجه القائمين على شؤون هذه المــدن، وهــو مسؤوليــة مشتركـــة بين
العديــد من الأطــراف المحليـــة، والوطنيـــة، والدوليـــة، باعتبار أن حمايـة المدن العتيقة من الاندثـــار والانهيـار لا تدخـل ضمن
اختصاصات البلديات والجماعات المحلية المنتخبة فحسب، ولكنها تـنـدرج ضمن المسؤوليـات الوطنيــة للحكومــات، كمـا تـنــدرج
في إطار المـهـام المنوطة بالمنظمات الدولية المتخصصة، وفي المقدمة منها منظمة الأمم المتحـدة للتربية والعلم والثقافة -يونسكو-.
وأشار إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- تتحمل قسطـًا من هذه المسؤولية تجاه حماية التـراث المادي
واللامادي في العالم الإسلامي، حيث أنشأت لهذا الغرض (لجنة التراث في العالم الإسلامي)، والتي من اختصاصاتها: تسجيـل
المواقع الثقافية الأثرية في الدول الأعضاء في قائمة التراث في العالم الإسلامي، والمحافظة على المعــالم التــاريخية والمحميــات
الطبيعية في الدول الأعضاء، وحماية التراث الثقافي غير المادي والنهوض به، وتقديم المساعدة العاجلة لحماية المواقـع الأثريــة
المتضررة من الكوارث الطبيعية، وتوفير الدعم القانوني لاسترجاع الممتلكات الثقافية المنهوبة، ومكافحة الاتجار غير المشروع
في الممتلكات الثقافية، وتوفير الخبرة والدعم التقني من أجل جرد التراث الثقافي، ودعم جهات الاختصاص في الدول الأعضــاء
من أجل تسجيل مواقعها الأثرية على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وإعـداد تقــارير عن وضعيــة التــراث الثقــافي في العــالم
الإســـــلامي،
ويعقد المنتدى الدولي الثاني للمدن العتيقة خلال الفترة من 14 إلى 16 مارس الجاري تحت شعار
(المدن العتيقة، فضاء لتلاقح الحضارات). الايسيسكو
2013/03/14