غلاف مالي هام يخصص لتأمين المواقع الأثرية بعنابة
بعد معاناة طويلة من الخراب حوّلها لأوكار فساد ورذيلة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أفادت مصادر عليمة لـ ”الفجر”، أن مديرية الثقافة بعنابة ستستفيد غضون الأيام القليلة القادمة من غلاف مــالي هام يوجه للحفــاظ
على أمن وسلامة المواقع الأثرية، التي شهدت على مرّ أزيد من 3 سنوات كاملة انتهاكات وعمليات تخـريب واسعة فسحت المجال
لنهب الآثار وتحويل المواقع الأثرية لأوكار فساد وجريمة.
يعيش يوميا 14 موقعا أثريا متواجد بوسط عنابة، حالات إهمال كبيرة أنجرت أساسا عن العجز الكبيـر في التحكم بآليــات ضمان
أمن وسلامة هذا الإرث الثقافي الهام، والذي من شأنه أن يتحول مستقبلا إلى منارة ثقافية تكون إضافة بارزة في تــاريخ الولايــة،
وموردا ماليا من شأنه المساهمة في في الحركة التنموية الراكدة حاليا.
فعبر بازيليك القديس أوغسطين وكنيسته، متحف المدينة أطـــلال هيبــون، والمــدافن الحجريــة تتدخل الطبيعــة بك*** هذه الآثــار
بالأحراش والحشائش التي تكاد تدفن معالم سياحية أصبح ولوجها صعبا للغاية، ناهيــك عن تحــول المنطقــة المحــاذية للطــاباكوب
لوكر إجرامي يعجّ بعصابات الإعتداء والسرقة التي فرضت قانونها على هذه المـواقع الأثريــة وحولتهــا لـ”محشـاشــات” تمــارس
فيها الرذيلة واستهلاك المخدرات بجميع أصنافها، وكذا اقتراف جرائم قتل كانت المصـالح الأمنية شــاهدة عليهــا لأكثــر من مــرة،
إضافة لهذا المشهد السلبي الذي يأبى التوقف منذ العشرية السوداء، زاد في تدهور إرث الآثار الرومانية والإســلامية على الســواء
في عنابة، عمليات النهب والسرقة طالت أكثر من 300 قطعة أثريـة، أبرزهــا قناع ”غورغــون” الــذي تم الاستحــواذ عليه سنة
1996 ليتم العثور عليه في تونس عقب ثورة الياسمين التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وتمثـال ”جان دارك”
الذي اختفى منذ سنوات في ظروف غامضة، هذا ناهيك عن الوضعية المأساوية التي تعرفها المواقع المرتبطة بتاريخ الثـورة نتيج
ة الإهمال لاسيما الوقعة في بلدية العلمة، إلى جانب بعض مقابر الشهداء عبر بلدية واد العنب.
وعلى الرغم من نداءات الإستغاثة المتكررة من مديرية الثقافة، التي تسعى للحفاظ على الإرث التاريخي، عبـر التقــارير المفصلة
عن الوضعية والحلول المقترحة إلا أن تنفيذ خطط وبرامج لصالح هذا الإرث تبقى محدودة جدا بالنظر لحجم الضرر الذي تتعرض
له يوميا المواقع الأثرية، وانعزالها شبه التـام عن سكــان عنــابة، الذيــن يجهــل معـظمهــم كنــوز ولايتهــم الممتدة لآلاف السنيــن،
وما تحويه من معالم تبرز واقع أجيال بشرية من جميع الأجناس مرت عبر تراب المنطقــة التي تمتلك مؤهــلات سيــاحية خيــالية
لا يتم استغلالها أو على الأقل الحفاظ عليها من شبح التخريب الممهد لطريق الزوال.
جريدة الفجر