جان-فرانسوا شامپوليونJean-François Champollion [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]جان-فرانسوا شامپليون جان-فرانسوا شامپليون Jean-François Champollion (و.23 ديسمبر 1790 - 4 مـارس 1832، العــالم الفرنسي
الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيـــد الذي كــان قد اكتشف أثنــاء الحملة الفرنسيـة على مصـر، فقد ***
على الحجر نص بلغتين وثلاث كتابات: المصرية القديمة ومكتوبة بالهيــروغليفية والتي تعني الكتابة المقدسة، لإنهـا كـانت مخصصة
للكتابة داخل المعابد، والديموطيقية وتعني الخط أو الكتابة الشعبية، واللغة اليونــانية بالأبجدية اليونانية، ومن خلال المقارنة بينهم نجح
في فك طلاسم الكتابة الهيروغليفية.
في حقيقة الأمر لم يتمكن شامبليون من الإلتحاق بالمدرسة في صغره، فتلقى دروسا خــاصة في اليونــانية واللاتينية، ويقــال أنه حين
بلغ التاسعة من عمره كان يستطيع قراءة أعمال هوميروس وفرجليوس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]انتقل شامبليون إلى گرينوبل للإلتحاق بالمدرسة الثانوية، وهناك اتصل بفورييه، والذي كان سكرتيرا للبعثــة العلمية التي رافقت حملة
نابليون بونــابرت، وكــان لفورييه دورا أساسيــا في دفع الصبي شامبليــون لدراسة علم المصريــات، وذلك من خــلال اطــلاعه على
مجموعته الخاصة من المقتنيات الأثرية.
ظهر نبوغ شامبليون مبكرا جدا، فقبل أن يبلغ السابعة عشرة كان قد قدم بحثا عن الأصل القبطي لأسماء الأماكن المصرية في أعمال
المؤلفين اليونان واللاتين، كما قضى ثلاث سنوات في دراسة اللغات الشرقية والقبطية على يد كبار علماء ذلك العصر، وأبدى موهبة
لغوية نادرة.
درس التاريخ في كلية غرينوبل Grenoble وتخصص في اللغات القديمة، فتعلم اللاتينية واليونــانية والعبريــة والقبطية، واستكمــل
دراسته في بــاريس بين عامي 1807ـ 1808، فدرس السنسكريتية والفارسية والعربية، ووضع قــاموساً ضخمــاً عن اللغة القبطية
التي رأى فيها المرحلة الأخيرة من اللغة المصرية القديمة.
في أثناء دراسته وقعت في يده نسخة عن «حجر رشيد»، الذي عثر عليه مصادفة خلال حفريات أجراها الجيش الفـرنسي في مدينة
رشيد، وكان محط اهتمام العلماء المرافقين للحملة الفرنسيـة على مصر، وعلى الحجــر نص مرســوم ملكي أصدره الملك «بطلميوس
الخامس» عام 196ق.م، مكتوب بالهيروغليفية والديموطقية واليونانية، وكان النص اليوناني الوحيد الممكن قــراءته، وقد ذكــر فيــه
أنه أعيدت كتابة المرسوم ذاته بالهيروغليفية والديموطقية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]صورة لحجر رشيد من المتحف البريطاني.حــاول «دي ســاسي» عام 1802، ومن بعده «تومــاس يونغ» عام 1814، تفسير رمــوز الهيــروغليفية اعتمــاداً على مقــارنة النصوص الثلاثة لحجر رشيد، ومع أن جهودهما باءت بالإخفاق لكنهما خرجا ببعض الملاحظات التي أفاد منها شامبوليون فيما بعد،
من قبيل أن الأسماء الملكية كانت تحاط بإطار (خرطوش) يميزها من بقية النص.
درس شامبوليون أيضاً نص معبد جزيرة فيلة المكتوب بالخط الهيــراطيقي، وتحته مقدمــة باللغة اليونــانية إلى بطلميوس وكليوبــاترة،
وأثبت أن الهيراطيقية هي اختصار للهيروغليفية بدليل تكرار الإشارات الموجودة في اسم بطلميـوس على حجــر رشيد وفي نص فيلة،
وبمقارنة الإشارات المتشابهة الموجودة في اسمي بطلميوس وكليوباترة، تمكن من استخراج ثلاثة أحرف جديدة (ق، ر، أ)، وبتطبيق الأحرف الصوتية التي استخرجها تمكن من قراءة المزيد من الخراطيش العائدة إلى العصر البطلمي والتي كانت تحوي أسماء الملـوك
الإغريق والقياصرة الرومان، وكلما قرأ المزيد ظهرت لديه أحرف جديدة، حتى تمكـن من صنع جــدول كــامل بهــا. وكــانت النتيجة
المهمة التي فطن شامبوليون إليها، والتي ساعدته على فك رموز اللغة كاملة هي برهانه على أن الهيروغليفية ليست كتــابة تصويريـة
صرفاً، بل تحتوي أحرفاً ومقاطع صوتية تأتلف معاً وفق نظام دقيق معقد، وهذا ما أغفله الباحثون قبله. وبرهن على ذلك عند قراءته خرطوش رعمسيس، فهو يعلم من كتابات المؤرخين القدماء أن الدائرة تمثل قرص الشمس أي الإله رع، ويعلـم أيضــاً أن الإشــارتين الأخيرتين من الاسم هما الحرف الأخير نفسه من اسم بطلميــوس الذي قرأه مسبقاً، فقرأهــا س س، أما الإشــارة الوسطى التي ليست
حرفاً ولا صورة، فقد فسرها مستعيناً بمعرفته باللغة القبطية، التي هي شكل متأخر من أشكــال اللغة المصريــة القديمــة أضحى يكتب
بأحرف يونانية، ولدى عودته إلى حجر رشيد ومقارنة الإشارة الواردة فيه نفسهــا مع مقابلهــا من النص اليونــاني اتضح أن معناهــا
هو «يوم الولادة» وتلفظ في اللغة القبطية «مس»،وبترتيب هذه العناصر معاً قرأ الاسم كاملاً: رعمسيس ومعناه الحرفي«رع يلده»
أي ابن رع.
طبق شامبوليون النتائج التي توصل إليها على عدد من الخراطيش وأثبت صحتها، وهكـذا تمكن من قــراءة النصوص كــافة التي تعود
إلى ما قبل العصر اليوناني والروماني، ووضع قاموساً ونظاماً قواعدياً للهيروغليفية.
زار شامبوليون مصر بين عامي 1828ـ1830، وألف كتاباً عن مشاهداته فيها أسمــاه «آثــار مصر وبلاد النــوبة». وعند عودته
ثم رجع إلى جرنوبــل مرة أخرى لتــدريس التــاريخ، ثم ســافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجمــوعة المصريــة في متحف اللوفــر.
ثم أسند إليه كرسي علم المصريات الذي أحدث خصيصاً له في «الكوليج دو فرانس»، ولكن عمله المتــواصل طــوال السنوات العشــر
التي قضاها في حل رموز الهيروغليفية أثّر كثيراً في صحته، فتوفي في باريس عن عمر يناهز 42 عامـاً، وبعد وفــاته نَشَــرَ أخــوه
الأكبـــر مؤلفـــاته: «القـــواعد المصريـــة» Grammaire Egyptienne و« القـــاموس المصـــري للكتـــابة الهيروغليفيـــة »
Le Dictionnaire egyptien en ecriture hieroglyphique.
وتوفي وهو في شرخ الشباب بعد أن ترك إنجازا علميا حافلا وشامخا أيضا.
ببليوجرافياصدر عن المشروع القومى للترجمة كتاب بعنوان *شامبوليون حياة من نور * للمؤلف جان لاكوتير
وترجمة وتعليق نبيل سعد رقم الكتاب 164 يحتوى على 724 صفحة.
موسوعة المعرفة