اتحاد الأثريين العرب يُطالب المنظمات الدولية بحماية التراث السوري أدان عدد من الأثريين المصريين ما لحق بالمسجد النبوى بسوريا من حريق إثر الصراع بين الجيش النظامى والجيش الحر، مطالبين من الأمم المتحدة إقرار أن الأماكن الأثرية بسوريا مناطق آمنة، ومن يعتدى عليهـا يعاقب كمجــرم حرب، كما يطـالبون من الجــامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لوزراء الثقافة والآثار العرب للتوصل لحل فيما يخص الآثار بسوريا، لافتين إلى وقوع سرقات من داخل المسجد لبعض المقتنيات المهمة.
الدكتور عبد الحليم نور الدين رئيس اتحـاد الأثرييــن المصرييــن قال، "إن ما حدث يعد سبة فى جبين النظــام الســورى"، لافتــا إلى أن المسجد كان به صندوق بداخله أحد أسنان الرسول عليه الصلاة والسلام، وتمت سرقته، مشيرا إلى أن هذا الحادث يذكره بضـرب أمريكا للمتحف الوطنى ببغداد، وضرب قوات حلف الأطلنطى للآثار الليبية.
وتسأل نور الدين هل ما حدث عن عمد نظرا للصراع الطائفى الموجود هناك بين الشيعة والسنة، وهل ستصبح الآثــار ضحية للفكــر الطائفى المتخلف، مؤكدا أن كل هذه التساؤلات يجب أن تطرحها جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية لسرعة إنقاذ الآثــار السورية قبل ضياعها، لافتا إلى أنه سيقوم بتجهيز بيان باسم اتحاد الأثريين المصريين لفضح تخـاذل النظام العربى تجــاه التــراث الحضــارى، مذكرا الأنظمة الإسلامية والعربية أن الاعتداء على المسجد الأموى بمثابة الاعتداء على الإسلام، قائلا "إن الفيلم المسىء للرسول كان من غير المسلمين لكن عندما تكــون الإســاءة من المسلميـــن على الإســلام فنحن لا نستحق الحياة"، مطالبا بضرورة محاسبة النظــام الســـورى، والكشف عما سرق وحُرق.
وأوضح الدكتور محمد حمزة، أستاذ العمارة والحضارة الإسلامية أن منظمة الإيسيسكو عقدت اجتماعا بكلية الآثـــار بجــامعة القــاهرة الشهر الماضى لحماية آثار سوريا، وأكدت فى توصياتهـــا على ضرورة أن يتجنب الصراع الدائم بين الجيش النظامى والحر الآثـــار، لأن التراث ليس ملكا للشعب السورى فقط، ولكنه ملك للإنســـــانية كلها، مشيرا إلى أن التوصيات شددت أيضا على ضرورة احتــرام النظام السورى للاتفاقيات الدولية التى وقع عليها مثل اتفاقية لاهاى.
وطالب حمزة من المنظمات الدولة كاليونسكو والإيسيسكو والتعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية بعقد اجتماع طارئ لوزراء الثقافة والآثار العرب للتوصل لحل لهذه الأزمة، كما وجه نداء إلى دول الجوار لسوريا التحفظ على أى أثر تم تهريبه بطرق غير مشروعــة، وعلى الأمم المتحدة أن تصدر قرار بأن أماكن الآثار آمنة ومن يتعدى عليها يعاقب كمجرم حرب.
الدكتور رأفت النبراوى يقول، إن ما حدث للمسجد الأمـــوى بسوريا انتهاك لتراث مهم جدا لا يمكن أن يقدر بثمن، مؤكدا أن الأثرييــن المصريين والعرب كثيرا ما توجهوا بنداءات وخطابات للمنظمات الدولية كاليونسكو والإيسيسكو وحتى الأمم المتحدة لوقف هذا الاعتداء وردعه، ولكن لم يتحقق شىء، قائلا "ليس أمامنا سوى أن نرفع أكفنا بالدعاء لله أن يحمى ما تبقى بها من تراث، لافتا إلى أن هنــــاك الكثير من الآثــار دُمرت ولم يعرف عنها أحد شىء ولم يتم حصرها حتى الآن.
اليوم السابع
2012-10-17