قصر غرداية (تغردايت)
تأسس قصر غرداية "تغردايت" سنة 1048م، وتسمى أيضا جوهرة الواحات وعاصمة وادي ميزاب، ويقع القصر في أعالي وادي ميزاب، حيث يتموقع حول هضبة صخرية.
نجد في القمة، المسجد الكبير الذي يتوسطها، ويعتبر النقطة المركزية والمحورية التي تدور حولها جميع العناصر الأخرى للحياة الدينية والدنيوية.
غرداية هي أكبر مدينة، أين يوجد أكبر تجمع للمرافق والهياكل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. ويتكون من شكل هندسي متمركز، أين نجد المسجد في الوسط والشوارع صاعدة من الأسفل نحو الأعلى وتلتقي في المسجد مشكلة نسيجا عمرانيا متميزا.
وفي النواة الأولى للقصر توجد ساحة السوق القديمة والأولى "الرحبة" والتي كانت مختصة في السابق في بيع المنتوجات الفخارية.
تشهد ساحة السوق الحالية حركة نشيطة، وهي جزء من التوسعة الأخيرة وتقع خارج القصر.
تحيط بالقصر العديد من المقابر، وهي مثابة مدن للأموات وتبقى إلى اليوم الفضاءات الوحيدة التي لم تشهد توسعات عمرانية، وتحتوي هذه المقابر على مساجد ومصليات جنائزية ومعالم لشيوخ وعلماء القصر.
لقد حظي هذا القصر بعناية خاصة في الآونة الأخيرة، تمثل في إعداد المخطط الدائم للحماية والحفظ، بهدف إعادة الاعتبار لمعالمه التاريخية بالإضافة إلى ترميمه وإعادة تأهيله. وقد عرفت العملية ديناميكية كبيرة لتغطية جميع المباني والمرافق والمساكن التي تستدعي التكفل بها للحفاظ عليها وترميمها لتحسين الحفاظ على الطابع المعماري للقصر وتحسين الإطار المعيشي لسكانه.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المسجد الكبير
يعتبر أول مبنى شيد مع تأسيس قصر غرداية سنة 1048م، ويقع في أعلى نقطة تشرف على كافة القصر.
وبالإضافة إلى قاعتين للصلاة، بنيت عدة هياكل حول المسجد ولا سيما "المحضرات" الواقعة في الجهة الشمالية وهي أماكن مخصصة لتدريس القرآن الكريم، وإدارة وتسيير نظام المراقبة والدفاع عن القصر.
للمسجد مئذنتان، الأولى هي الأكثر قدما والأصغر حجما، حيث لا يتجاوز ارتفاعها ستة أمتار، والتي لم يبق منها اليوم غير الجزء العلوي، حيث أن قاعدته أعيد تهيئتها لإقامة ممرا إثر عمليات توسعة المسجد. أما المئذنة الثانية، فقد تم بناؤها في القرن 16 في عصر الشيخ عمي سعيد، وهي على شكل هرمي يبلغ ارتفاعها حوالي 23 مترا من مستوى الأرض.
تشهد مختلف الفضاءات المكونة للمسجد حركة دؤوبة، حتى خارج أوقات الصلاة. وخلافا للمساجد الأخرى في العالم، يمتلك المسجد ميزة خاصة جدا في وادي ميزاب، حيث أنه يخلو من أية زخارف وعناصر تزيينية غير ضرورية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ساحة سوق غرداية
تقع ساحة السوق في الضاحية الجنوبية الغربية للقصر، وتسمى "أزغار أوغرم" بمعنى خارج القصر، وتتردد عليها سابقا القوافل التجارية التي تأتي من بعيد للتزود ببعض المنتوجات. وتعتبر هذه الساحة أهم وأنشط سوق بالمنطقة، وقد تم تأسيسها سنة 1884م.
يقترب شكلها من المستطيل وتبلغ مساحتها حوالي 3400م2، وتحيط بها من كل جهات أروقة بأقواس مختلفة المقاييس والأشكال أين تفتح في الداخل محلات ودكاكين تجارية.
تشغل الشوارع المؤدية للساحة وبمقربة منها وظائف تجارية واقتصادية مختلفة، ففي السابق كل نوع من النشاط التجاري يتمركز في جهة محددة، أين نجد شارع الخضر، شارع البقالين، شارع الخياطين، ...الخ. بينما ساحة السوق مخصصة لبيع المواد والمنتجات المصنوعة الآتية من خارج المنطقة مثل الملح، التوابل، القمح، الصوف، الماشية، ...الخ.
تشمل ساحة السوق سابقا "مصلى" وهو فضاء مخصص للصلاة، مبني مقابل للجهة الغربية ويعلو قليلا على مستوى الأرض. وفي منتصف الجهة الشمالية الغربية تقع "الحويطة" وهي أحجار مغروسة في الأرض في خط نصف دائري بشعاع يبلغ حوالي خمسة أمتار، هذه الأحجار تمثل في السابق مقاعد لأعضاء "الجماعة" وهو مجلس أعيان القصر، أين يجلسون ويتشاورون حول أحوال المجتمع وقضايا القصر.
لقد حظيت ساحة السوق ولأول مرة منذ تأسيسها بعملية ترميم وإعادة تأهيل، وذلك سنة 1997، مما أعاد الاعتبار لهذا المعلم التاريخي (مكان للتجمع والتبادل).
مست هذه العملية مجمل العناصر المكونة للساحة من معالجة للواجهات وتلبيسها، تصحيحات هندسية، تدعيم الجدران والعوارض، إعادة الأجزاء المتدهورة وتبليط الأرضية. وكان الهدف الأساسي من هذه العملية ترقية وإعادة الاعتبار للتراث المعماري المحلي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مسجد بابا والجمة
يتم الذهاب إلى المسجد عن طريق درج طويل يعبر المقبرة، وتحيط به عدة مقامات وأضرحة واقعة داخل فضاء غير مغطى مبني تشكل قاعدة المسجد.
شكل المسجد غير منظم، ويتم الدخول إليه عبر باب مهيأ في الجانب الجنوبي. ويتكون من قاعة واحدة وبه أعمدة مربعة ومستطيلة الشكل تحمل أقواس وقبب، والتي تظهر في السطح متسلسلة وغير منتظمة ومسطحة بعض الشيء. وفي مقدمة المحراب توجد قبة كبيرة تحمل فوقها قمة بارزة نحو الأعلى، وفي بعض أركان المسجد.
مسجد باعيسى أوعلوان
تحيط بالمسجد من الناحية الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية فضاء غير مغطى للصلاة وتلاوة القرآن، وفي داخل المسجد توجد قاعة للصلاة مستطيلة الشكل يبلغ طولها 15.50م وعرضها 9من وهي مقسمة إلى جزأين، الأول يتكون من أعمدة مربعة أو مستطيلة الشكل تحمل أقواس وقبب، والثاني حديث عن الأول نظرا لطريقة بنائه.
وتظهر في السطح سلسلة من القبب غير منتظمة ومسطحة بعض الشيء، ولها ارتفاع مختلف ينخفض نحو اتجاه القبلة، وفي مقدمة المسجد يبرز المحراب بشكل ظاهر نحو الخارج.
نظام توزيع مياه السيل
لقد تم إنشاء النظام التقليدي لتقسيم مياه الأمطار منذ سبعة قرون من طرف الشيخ بامحمد أبو سحابة سنة 1273م، وطوره بعد ذلك الشيخ حمو والحاج سنة 1707م. يقع هذا النظام بمشارف الواحة على بعد حوالي 4 كلم غرب قصر غرداية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تتجمع مياه السيل بطريقة طبيعية عبر حوض وادي ميزاب الذي يمتد مئات الكيلومترات بأعالي الوادي حتى وصول المكان المسمى "أملاقا" وهو نقطة التقاء وتجمع واديين هامين هما واد لبيض وواد لعذيرة. في هذا المستوى قام "الأمناء" (وهم الذين يقومون بتسيير نظام تقسيم المياه) ببناء أول منشأة للري تهدف إلى تخفيف سرعة تدفق مياه السيل للتحكم فيها وتحويلها لسقي البساتين وسد "بوشن" لتغذية الطبقة الجوفية، ويتم تحويل المياه الزائدة نحو مجرى وادي ميزاب إلى أن تصل إلى العطف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] توزيع وتقسيم المياه في البساتين يتم بواسطة سواقي تحت الأرض "تيسنباض أنبوشمجان" والتي تتكون من خمسة سواقي رئيسية مهيأة بمنافذ للتهوية وتستعمل أيضا للتنظيف. كل ساقية توصل الماء إلى حي من الواحة داخل أزقة ضيقة تتحول أثناء السيل إلى سواقي أين توجد في قاعدة جدران البساتين فتحات صغيرة للسقي وهي بمقاييس دقيقة حسب مساحة البستان وعدد نخيله. والجدير بالذكر أن هذه الواحة الاصطناعية وجدت من العدم بفضل هذا النظام الرائع والعبقري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تعتبر الواحة رئة المنطقة وتقوم بتكوين نظام بيئي وبيولوجي متوازن، وهي في السابق بمثابة مدينة الصيف للاستجمام والراحة. توجد بالواحة عدة أبراج، لها دور هام في المراقبة والحراسة والوقاية من أخطار الفيضانات، كما تتصل ببعضها البعض وبالقصور الأخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يتكون نظام تقسيم مياه السيل من السدود، الحواجز، السواقي، القنوات والآبار، وهذه المنشآت أنجزت منذ أكثر من سبعة قرون، وتتميز بدقتها الكبيرة، مما تمكن من استغلال المياه واستعمالها بطريقة عقلانية وعادلة لسقي البساتين وخاصة النخيل.