مالــــــي:
الفكر الإسلامي الرجعي يتحدى العالم بتدمير التراث العالمي عمد الإسلاميون الذين يسيطرون على مدينة تمبكتو الواقعة شمال مالي والملقبة بـ"جوهرة الصحراء"، إلى تدمير مدخل مسجد في هذه المدينة. فما هي أسباب وخلفيات هذا العمل؟
اعداد نجوى أبو الحسن بحسب الشهود، فإن الإسلاميين دمروا مدخل مسجد سيدي يحيى أكبر مساجد تمبكتو، وانتزعوا الباب المقدس الذي لا يفتح أبدا لأنه وفقا للتقاليد المحلية إن فتحه يجلب مآس.
بكى الأهالي حين شاهدوا ما حصل. مرشد سياحي سابق قال إنهم "أتوا بمعاول وهتفوا ـ الله اكبرـ ثم كسروا الباب". وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها جماعة " أنصار الدين" للتراث الإسلامي في المدينة.
عمر ولد حامد، أحد أنصار تلك الجماعة، قال أنه يتحرك "باسم الله". وردا على قرار منظمة اليونسكو إدراج اسم المدينة على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر، يقول عمر ولد حامد في حديث إلى إذاعة فرنسا الدولية أن الرسول أمر بهدم القبور لأن الأجيال القادمة إذا ما رأت مزاراً أو قبراً ستعبده كالوثنيين، ولذا يجب هدمه.
أما بالنسبة لمشاكل الآثار واليونسكو، فإن عمر ولد حامد يعتبر أنها لا تعنيهم، إذ أنهم لا يعترفون بالمحكمة الدولية. والمحكمة الوحيدة التي تعترف بها جماعة " أنصار الدين" الإسلامية هي محكمة الله والشريعة، كما يقول، لا أكثر ولا أقل.
عمر ولد حامد يعمل كما قال باسم الإسلام، كيف يكون هذا وهو يتعدى على معالم إسلامية؟
عثمان تازاغارت الخبير بالشؤون الإسلامية يشرح هذا المفهوم قائلاً أن الإسلام الوهابي عندما نشأ في السعودية قام بتحطيم الأضرحة باعتبارها من وجهة نظرهم شكلاً من أشكال الوثنية الجديدة أو تقديس القبور.
والإسلام السلفي، يضيف تازاغارت، الذي نشأ في عصر الانحطاط الأول مع عدد من الفقهاء المتشددين، يرى في المظاهر الشعبية في ما يتعلق بإقامة أضرحة للأولياء أو حتى زيارة أو تزيين القبور، نوعاً من العودة إلى الوثنية التي يحاول أن يحاربها بحجة تخليص الإسلام من الخرافات والجوانب الشعبية في التراث الثقافي الشعبي، الذي ينسب إلى بعض الأولياء معجزات أو كرامات معينة.
في الأصل كانت نظرة طهرانية إلى الإسلام، يقول عثمان تازاغارت، ولكنها تحولت إلى نوع من الانغلاق أو التشدد الفكري الذي لا يبرره أي تصرف. والإسلام الإفريقي السائد هو إسلام شعبي تغلب عليه الاتجاهات الصوفية، لذا فهو برأي هذا الخبير في الشؤون الإسلامية، لا يتقبل هذا المنظور المتشدد للإسلام.
ويعيد تدمير أضرحة تمبكتو إلى الأذهان ما أقدمت عليه جماعة "طالبان" من تدمير لتماثيل بوذا في باميان المدرجة أيضاً على التراث العالمي.
جمعية رجال الدين في ماليدانت سمت ما حصل بـ "جريمة تمبكتو"، ومن جدّة في المملكة العربية السعودية أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن الأسف لتدمير الأضرحة التي تعتبرها جزءاً من التراث الإسلامي. كذلك صدرت إدانة من الجزائر والمغرب، واعتبرت اليونسكو أن الإسلاميين يشكلون خطرا على مدينة تمبكتو الأسطورة التي كان يطلق عليها اسم "جوهرة الصحراء".
كذلك اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية أن تدمير التراث الديني في تمبكتو هو "جريمة حرب" يلاحق مرتكبوها.
فرانس 24
2012-07-03