مدينة المتوكلية الأثرية في سامراء تعاني الإهمال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تعاني منطقة المتوكلية الأثرية، التي تقع شمال سامراء من الإهمال والنسيان، في بلاد تعاني عموم مناطقها الأثرية من الخراب والافتقار إلى الرعاية.
ويقول رئيس دائرة آثار سامراء، 120كم شمال العاصمة العراقية، عمر عبد الرزاق، في تصريح صحافي، إن «أضراراً كثيرة تعاني منها تلك المنطقة، خاصة في مئذنة أبي دلف الموجودة هناك، حيث تعاني من العوامل الجوية وعملية التعرية الطبيعية بسبب الإهمال، إضافة إلى عبث الأشخاص بها»، مضيفا انه «فضلاً عن قلة التخصيصات المالية التي تقف عائقا دون تأهيل المنطقة وحمايتها، فإن آخر زيارة لمعلم أبي دلف كانت في 1970، من قبل اللجان المختصة في الآثار، ومنذ ذلك الحين لم تشهد عملية صيانة أو ترميم هذا المكان».
أضرار عسكريةوألحقت الأعمال العسكرية بعد 2003 أضرارا لا تقدر بثمن بحق آثار سامراء، بينما تأمل دائرة الآثار بدعم وزارة السياحة والآثار، وكذلك الحكومة المحلية في محافظة صلاح الدين، للآثار العريقة التي تعود إلى الآلاف السنين، وتوفير الدعم المادي والحماية الخاصة لها، وفقا لعبد الرزاق.
وتؤكد محافظة صلاح الدين، على لسان مستشار محافظها الإعلامي علي عبد الرحمن، أن «المحافظة خصصت الكثير من الأموال لتأهيل الآثار، وأن أي كلام في قلة التمويل والإهمال يقع على عاتق دائرة الآثار، لأن المحافظة طلبت من جميع الدوائر تقديم احتياجاتهم لتوفيرها». وتعد سامراء من أقدم المواقع التاريخية التي ضمتها اليونسكو في العام 2007 إلى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، نظرا لما تحتويه من آثار تعود إلى ما قبل الميلاد، وما بعده، من آثار عباسية شاخصة إلى حد الآن، وتعاني من الخراب والدمار.
مقر الخلافةوكانت مدينة سامراء الأثرية الواقعة على ضفاف نهر دجلة بمسافة 120 كيلومترا شمال بغداد مقرا لعاصمة دولة الخلافة الإسلامية بسطت نفوذها على أقاليم مترامية امتدت خلال قرن من الزمن من تونس إلى وسط آسيا، وما تحتويه من ابتكارات هندسية وفنية طوّرت محلياً قبل أن تنقل إلى أقاليم العالم الإسلامي وأبعد من ذلك، ليبقى البعض منها شاخصا حتى هذه الساعة.
وتبلغ مساحة مدينة المتوكلية القديمة نحو 30 كيلومترا مربعا، وتربط مدينتي سامراء والدور و تشتهر تلك المنطقة بكثرة الآثار والقصور والمنارات، منها ما بقى ومنها ما اندثر، وأخرى تلفظ أنفاسها الأخيرة. ومن بين معالمها المهمة والتي تعاني من الخراب والنسيان مئذنة المتوكلية المعروفة بمئذنة أبي دلف والتي تقع على بعد 15 كيلومتراً شمالي سامراء.
طراز خاصويقول الكاتب والمؤرخ ليث دحام إن الخليفة العباسي المتوكل على الله ابن الخليفة المعتصم قد بنى مدينة المتوكلية عام 245هـ، وقد أقام المتوكل فيها جامع المتوكلية المعروف بجامع أبي دلف ومنارته اللولبية التي يتطابق بناؤها مع منارة الملوية التي بناها والده المعتصم في سامراء، ولكن بحجم مصغر عنها.
ويضيف أن «المصادر التاريخية تشير إلى أن المتوكل قد أمر ببناء مدينته المتوكلية خارج مدينة سامراء عاصمة خلافة المعتصم، لينفرد هو الآخر في بناء خاص وطراز متميز لقصوره التي أقامها في المتوكلية آنذاك، وقد جمع فيها قصورا ومساكن لحاشيته وقادة جيوشه وخدامه وجواريه وندمائه من شعراء زمانه». ويشير إلى أن قصور المتوكلية ومسجدها الجامع قد تميزت بضخامة بنائها وطراز أعمارها وزخارفها، وقد انشأ المتوكل البركة الحسناء، وأجرى إليها الماء من نهر دجلة، وهذه البركة احتار أهل الوصف في ذكرها.
بغداد البيان
08 يونيو 2012