توقيع اتفاقية تعاون بين قطر والمانيا في مجال التنقيب عن الآثار تم صباح أمس بمتحف الفن الإسلامي التوقيع على اتفاقية بين معهد الآثار الألماني وهيئة متاحف قطر لبدء أعمال ميدانية أثرية مشتركة بين دولة قطر والجمهورية الألمانية؛ وذلك لفهم الدور القطري في الإطار التاريخي والعرقي والاجتماعي والاقتصادي، فضلا عن الدور السياسي والديني والثقافي وأيضا البحث في الظروق البيئية والمعيشية
القديمة في قطر.
وقع الاتفاقية عن الجانب القطري الشيخ حسن بن على آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، والدكتورة فريدريكا فليس، رئيسة المعهد الألماني للآثار.
وقال السيد عبدالله النجار، الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر في كلمة له بالمناسبة: إن الاتفاقية لها معنى مهم للقيام بمسوحات جنوب البلاد، وإن هذه بداية تعاون جيدة بين قطر وألمانيا الاتحادية من أجل طلاب علم
الآثار من كلا البلدين ليستفيدوا من هذا العمل الميداني من أجل حفظ الإرث التاريخي لدولة قطر، فضلا عن توفير المزيد من التعليم والتدريب وبناء القدرات للأفراد في المجموعتين، وتعزيز المبادرات العلمية والخدمية واللوجستية في نفس الإطار.
ويجري العمل الميداني الأثري في جنوب قطر ويشمل علم الآثار بإعداد دراسة شاملة وتكنولوجيا
التنقيب والتوثيق والإثنوغرافيا (دراسة التقاليد الثقافية المحلية)، وأسماء المواقع الجغرافية، والتأريخ الشفوي، فضلا عن إدارة الموقع وتدابير الحماية بتوفير الحماية
لمواقع التنقيب.
وتهدف هيئة متاحف قطر وبالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية العالمية الرائدة إلى تقديم دراية أكبر عن تراث دولة قطر المتنوع والعريق وعلاقته مع بقية العالم، بالإضافة إلى توعية الشعب عن تاريخ قطر.
وقال الدكتور سلطان محيسن، مستشار عام، مدير الآثار والتراث إن هيئة متاحف قطر هيئة شابة وطموحة تسعى إلى إبرام شراكات من أجل خدمة الصالح العام، معلنا أن بدء التنقيب سيكون في «الزبارة» ومناطق أخرى،
كاشفا في الآن ذاته، أنه يتم حاليا السعي من أجل ضم الزبارة ضمن لائحة الآثار الدولية لليونسكو.
وأشار محيسن إلى أن أرض قطر لم تظهر كل أسرارها المخفية، وأن نصف البلاد لم يتم مسحه بعد.
وأثنى المتحدث على سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر والشيخ حسن بن علي آل ثاني، نائب رئيس مجلس الأمناء بالهيئة.
وأبرزت الدكتورة فريدريكا فليس، رئيسة المعهد الألماني للآثار، من جهتها، أن شبه الجزيرة العربية لعبت دورا مهما في القديم، مستعرضة أهم إنجازات المعهد الذي تترأسه والشراكات التي يعقدها مع الدول العربية.
يذكر أن اتفاقية التعاون في مجال العمل الميداني الأثري المشترك بين حكومة دولة قطر وحكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية، التي حصلت «العرب» على نسخة منها، تتألف من 10 مواد.
الشرق القطرية
بين هيئة المتاحف ومعهد الآثار الألماني...توقيع اتفاقية تعاون بين قطر والمانيا في مجال التنقيب عن الآثار
عبدالله النجار: دراسات شاملة عن تكنولوجيا التنقيب والتوثيق ودراسة التقاليد الثقافية المحلية
سلطان محيسن: تدريب الطلاب القطريين والألمان على العمل الميداني والبحث في الظروف البيئية في قطر
فردريكا: الشيخة المياسة تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على التراث والمتاحف وكافة مظاهر الفنون
الاتفاقية فرصة لإطلاق الكثير من الدراسات الأثرية الجديدة التي تتناول البيئة القطرية
لبنى شعلان:
أبرمت هيئة متاحف قطر ومعهد الآثار الألماني امس، بمتحف الفن الإسلامي اتفاقاً لبدء أعمال ميدانية أثرية مشتركة بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وذلك بهدف التنقيب عن الآثار داخل قطر، وكذلك البحث في الظروف البيئية والمعيشية القديمة في البلاد، ووقع عن الجانب القطري سعادة الشيخ حسن بن محمد آل ثاني نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر ومن الجانب الالماني الاستاذة الدكتورة فريدريكا فليس رئيسة المعهد الالماني للآثار، وتقضي الاتفاقية ببدء أعمال ميدانية أثرية مشتركة، والقيام بمسوحات وحفريات أثرية مشتركة في دولة قطر بهدف تدريب الطلاب القطريين والألمان على العمل الميداني الأثري في الدولة، بالاضافة إلى تعزيز المبادرات العلمية والخدمية واللوجستية في مجال الآثار والبيئة، والبحث في الظروف البيئية والمعيشية القديمة في البلاد.
العمل الميداني
وبهذه المناسبة أكد السيد عبدالله النجار الرئيس التنفيذي لهيئة متاحف قطر على أهمية اتفاقية التعاون بين الهيئة ممثلة دولة قطر، ومعهد الآثار الألماني ممثلا لجمهورية المانيا الاتحادية، باعتبارها بداية شراكة هامة بين الجانبين في هذا المجال،
وقال سيجري العمل الميداني الأثري في جنوب قطر، متناولاً ثلاثة محاور رئيسية، هي: علم الآثار والأنثوغرافيا (علم الإنسان الوصفي) وإدارة الموقع وتدابير الحماية. مشيرا الى أن هذه المحاور ستشمل دراسات شاملة عن تكنولوجيا التنقيب والتوثيق، ودراسة التقاليد الثقافية المحلية وأسماء المواقع الجغرافية والتأريخ الشفوي، بالاضافة إلى توفير تدابير الحماية لمواقع التنقيب الأثرية.
وشدد عبدالله النجار الرئيس التنفيذي لهيئة المتاحف على ضرورة حماية الارث التاريخي القطري وتعريف الجيل الجديد بتراثه وكيفية الحفاظ عليه، مشيدا بالدور الذي يلعبه معهد الآثار الألماني في الحفاظ على الآثار التاريخية، سواء في دول الشرق الأوسط أو دول العالم المختلفة.
ورش عمل
بدوره، شدد الأستاذ الدكتور سلطان محيسن مستشار عام مدير الآثار على حرص الهيئة على التعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة والمختصة في مجال الآثار والتراث، وذلك لبذل كافة الجهود للحفاظ على تاريخ وتراث قطر.
وأشاد بالاتفاقية التي تعد أولى خطوات التعاون بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية في مجال الآثار والتنقيب.. وأوضح مدير الآثار والتراث بالهيئة أن قرابة نصف مساحة دولة قطر لم يتم التنقيب والبحث فيها حتى الوقت الحالي، الأمر الذي يحتم ضرورة بدء أعمال ميدانية أثرية تشمل كافة مناطق الدولة،
وقال: إن أراضي دولة قطر غنية بإرث الآباء والأجداد، سواء في جنوبها أو في شمالها كمنطقة "الزبارة" على سبيل المثال.
واشاد بأهمية معهد الآثار الألماني قائلا: إنه أنشأ منذ أكثر من 200 عام، ويضم تحت مظلته العديد من العلماء والباحثين في مجال الآثار، حيث يستخدمون أحدث أنواع التكنولوجيا للبحث عن الآثار وتوثيقها في أكثر من 200 دولة حول العالم.
وعن باقي بنود الاتفاقية قال: إنها تشمل بجانب عمليات التنقيب الميدانية، برامج تعليمية وتدريبية وورش عمل لطلبة الآثار والمختصين والمهتمين في هذا المجال، مشيرا كذلك إلى أن الاتفاقية تهدف إلى زيادة الوعي الجماهيري بتراث دولة قطر المتنوع والعريق وعلاقته ببقية دول العالم.
أهمية تاريخية
من جانبها، أعربت الاستاذة الدكتورة فريدريكا فليس رئيسة معهد الآثار الألماني عن سعادتها بالتعاون مع هيئة المتاحف القطرية، مشيدة بدور الهيئة متمثلة في سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الأمناء، في الحفاظ على التراث والمتاحف والآثار، ودعمها اللامحدود لكافة مظاهر الفنون والتراث، وقالت: إن معهد الآثار الألماني الذي أسس عام 1829 يولي اهتماما خاصا بشبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط، لما تحمله هذه المنطقة من أهمية تاريخية عريقة ترجع إلى آلاف السنين، لافتة إلى أن أرشيف المعهد يضم العديد من الأبحاث والدراسات والمخطوطات الأثرية المعنية بهذه المنطقة، التي ترجع إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي. وأضافت رئيس معهد الآثار الألماني أن المعهد يضم تحت مظلته 11 قسماً، من أهمها القسم الشرقي، إضافة إلى فروعه المتواجدة في بغداد ودمشق وطهران والقاهرة، معتبرة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أكثر مناطق العالم غزارة في آثارها وتاريخها وإرثها القديم.
وبينت الدكتورة فريدريكا أن معهد الآثار الألماني يعمل كذلك على حماية المياة في مناطق العالم المختلفة، خاصة الجافة وشبه الجافة منها، مشيرا إلى أن الاتفاقية مع هيئة المتاحف تشمل هذا المجال أيضا لإنشاء مشاريع طموحة بين الجانبين في إدارة المياة.
وعن أهمية هذه الاتفاقية للمعهد الألماني قالت: إنها تعد فرصة لإطلاق الكثير من الدراسات الأثرية الجديدة التي تتناول البيئة القطرية، التي من شأنها أن تكون مرجعاً مهما لطلبة الآثار سواء داخل دولة قطر أو خارجها،
واشارت الى أن هذا التعاون سيعزز بشكل كبير تبادل الخبرات القطرية والألمانية، مما يعزز بدوره أطر التعاون الثقافي والاجتماعي والبيئي بين الجانبين.. يذكر أن معهد الآثار الألماني هو أحد الجهات العلمية التي تندرج تحت وزارة الخارجية الألمانية باعتبارها مؤسسة اتحادية، تخص الدولة، ومقره الرئيسي في برلين وله العديد من اللجان والفروع في داخل وخارج ألمانيا.
يقوم المعهد الألماني بإجراء الحفريات والبحوث الأثرية وكثير من المشروعات الأخرى، كما يعنى بالتواصل مع العلماء على مستوى العالم، ويشجع العلماء الشبان، بجانب إقامته العديد من المؤتمرات العلمية والحلقات الدراسية في دول العالم المختلفة.
ويقوم معهد الآثار الألماني منذ بدء عمله بأبحاث كثيرة في بلدان العالم، العربي والإسلامي، كما يقوم بعدة بعثات للتنقيب عن الآثار في هذه البلدان، ومنها أعماله التنقيبية في كل من مصر، العراق، تونس، المغرب، ايران، اليمن، الأردن، السودان، سوريا، باكستان، أفغانستان، تركيا وغيرها.
المصدر: مجلة الآثار