إعلان فانكوفر بشأن الرقمنة والصون: احترام ملكية التراث الرقمي يتصدر اتخاذ وتنفيذ تدابير لتعزيز حماية التراث الوثائقي الرقمي إعلان فانكوفر الصادر عن اليونسكو/ جامعة كولومبيا البريطانية
تحت عنوان "ذاكرة العالم في العصر الرقمي: الرقمنة والصون". وقد نُشرت مؤخرا النسخة النهائية للإعلان باللغتيــن الانجليـزية
والفرنسية بعد أن اعتمدها المشاركون في المؤتمر الدولي الذي عُقد في أيلول/ سبتمبر الماضي في فانكوفر، كندا.
نظمت اليونسكو هذا المؤتمر وعنوانه " ذاكرة العالم في العصر الرقمي: الرقمنة والصون"، وذلك بالتعــاون مع جــامعة كولومبيـا
البريطانية وبفضل الدعم المالي الذي قدمه العديد من الرعاة المنتمين إلى القطاعين العــام والخاص بغرض تحديد العوامل الأساسية
التي من شأنها إتاحة عمليات صون التراث الوثائقي الرقمي وإمكانية الانتفاع به على المدى الطويل.
ويندرج ضمن الرعاة الرئيسيين شركة غوغـل وشركة ميكروسوفت وأذربيجان وهولندا وجمعية الإنترنت واللجنة الوطنية الكندية
لليونسكو وحكومة كيبيك، فضلاً عن مؤسسـات وجامعات كنديــة عديدة. ويعكس جميع هــؤلاء الرعــاة تنوع الأطــراف المعنيــة
بمستقبل الوثائق الرقمية.
تتيح التكنولوجيا الرقمية تحسين القدرات المتعلقة بابتـداع وتقاسم الأفكار والمعلومــات والمعــارف، ومن ثم فهي تسهــم في تعزيــز
التعليم والعلم والثقافة من أجل تحقيق تنمية وطنية ومستدامة. غير أن ضمـان صون مضـامين رقمية هو من الأمور الأكثر تعقيداً،
كما أنه يمثل تحدياً يتعلق بصياغة سياسات للصون طويلة الأجل. وغالباً ما تسعى الحكومات والمؤسســات للقيام بعمليــات رقمنة
وثائق رقمية وإنتاجها من أجل نشرها على الصعيد العالمي دون فهم حقيقي للتحديات المتعلقة بنزاهة وصحة المعلومـات التي تمت
صياغتها. وهناك عدد كبير من الوثائق الرقمية لا يمكن الانتفــاع بهــا في الوقت الراهن، ويبدو أن هــذا الوضع لن يتحسن نظراً
لتزايد حجم المعلومات المتوافرة في شكل رقمي.
وتفيد إحدى نتائج هذا المؤتمر الرئيسية أن فهم البيئة الرقمية بصورة أفضــل هو من الأمــور الأســاسية التي تتيح صياغة نمــاذج
للصون الرقمي تتفق مع المبادئ الأساسية للأطر التنظيمية المؤسسية وتحقق توازناً بين إمكانية الانتفاع بالمصادر والحياة الخاصة
وبين الحصول على المعارف والحقوق الاقتصادية وتحترم ملكية التراث الرقمي.
وما لم يشكل صون التراث الرقمي أولوية تنموية مع الاستثمارات في مجال البنى التحتية لضمان إمكانية الانتفاع بالوثائق الرقمية
واستخدامها في الأجل الطويل، فقد تتزايد احتمالات اختفاء هذه الوثائق في أجل قصير تقريباً.
إن على مهنيي المعلومات اكتساب المهارات التي تتيح لهـم تنفيــذ ممــارســات الرقمنــة والصون التي تلبي احتيــاجات المجتمعــات
والحكومات.
ولقد اجتمع أكثر من 500 شخص منهم مهنيو المعلومات وممثلون من الجامعات والحكومات وقطاع المعلومات وخبراء قـانونيون
وكثير غيرهم ليناقشوا الاستراتيجيات التي يتعين اعتمادها لتيسير اتخاذ أو تنفيذ تدابير من شأنها تحسين صون المضامين الرقمية.
واعتمد المشاركون إعلان فانكوفر الصادر عن اليونسكو/ جامعة كولومبيا البريطـانية بعد أن ناقشوا طويــلاً كل موضــوع طُرح
على بساط البحث. ويصوغ هذا الإعلان توصيات لليونسكو وللدول الأعضاء فيها وللهيئــات المعنية بإدارة التــراث، فضــلاً عن
القطاع الخاص؛ وتشمل هذه التوصيات إعداد خريطة طريــق تحوي اقتراحــات بشأن الحلول والاتفاقــات والسياســات التي يتعين
تطبيقها من جانب جميع الأطراف المعنية.
وفي ما يلي عدد من هذه التوصيات:
· صياغة استراتيجية منسقة ومبتكرة وعملية لضمان إدارة صون المعلومات في البيئة الرقمية في جميع أشكالها؛
·نشر أطر وممارسات لإدارة الصون الرقمي؛
·استحداث إطار تنظيمي دولي بشأن الاستثناءات وحدود حقوق المؤلف لضمان صون وإمكانية الانتفاع بالتراث الوثائقي في شكل
رقمي؛
·إقامة علاقات تعاون أكثر وثوقاً بين رابطات المهنيين الدولية والمنظمات الدولية الأخرى من أجل وضع مواد تعليمية جامعية
تتعلق بعمليات الرقمنة والصون واستحداث برامج للتدريب في مجال إدارة صون الوثائق الرقمية؛
·تنظيم منتدى متعدد الجوانب لإقرار معايير لتوحيد ممارسات الرقمنة والصون من بينها إنشاء سجلات للوثائق الرقمية؛
·إعداد استراتيجيات لتعزيز الشفافية لدى الحكومات والانتفاع الحر بالبيانات الرقمية، وذلك من أجل بعث الثقة والإبقاء عليها
في ما يتعلق بالوثائق الحكومية الرقمية؛
·إقامة علاقات تعاون مع القطاع الخاص من أجل استحداث منتجات من شأنها تيسير تسجيل وصون المعلومات الرقمية في الأجل
الطويل.
إن اليونسكو تبرهن من خلال هذا المؤتمر الذي نظمته على أنها تقود المناقشات حول موضوع الصون الرقمي على المدى الطويل.
وينبغي الآن مواصلة بذل هذا الجهد على الصعيدين السياسي والفكري.
اليونيسكو
24.01.2013