تقرير وزارة السياحة والآثار عن آخر الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس ومعالمها الأثرية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يحاول الاحتلال سباق الزمن واستغلال الظـــروف المحلية والدولية لتنفيذ مخططاته الإستراتيجية، وفرض أمر واقـــع وجديد
من خلال إعادة رسم تاريخ مدينة القدس والقضية الفلسطينية والرؤية الدينية للمدينة عبر تزوير الحقائق وتجاهل ثلاثة آلاف
سنة من التاريخ العربي الفلسطيني، إلى جــــانب السعي لخلق رأي عام دولي مزيف لدعم السياسة التهويدية الاستيطانية.
من هنا أدرك الاحتلال وقاداته أهمية العمل على تغيير معــــالم المدينة في محاولة منهم لتهويدها بشكل كــــامل, حيث يسعى
إلى ذلك من خلال توظيف ودعم مئات المشاريع الاستيطـــانية، وإتباع أساليب غير أخلاقية في وضع اليد والاستيلاء على
العديد من العقارات والمباني في المناطق والشوارع القريبة من بوابات البلدة القديمة.
لا يخفى علينا ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى حاليا من مخططات تدميرية لمعالمها التاريخية, حيث إن المسجد
الأقصى اليوم بات يتعرض لحملات تضييق واسعة واستهداف مبرمج لم يسبق له مثيل، وتقاسم أدوارٍ بين سلطات الاحتلال
الصهيونيـــة الرسمية والجمـــاعات اليهودية المتطرفة, حيث أصبح الحديث عن مخططــات استهـــداف المسجد علنية، فضــلاً
عن الممارسات التخريبية على الأرض من استمرار للحفريات أسفل منه وبمحيطه وافتتاح أنفاق وكُنس يهودية وغيرها إضافة
إلى التحكم بإدخال اليهود والسياح إلى باحاته دون التنسيق مع أحد، ومنع أعمال الترميم فيه.
إن قيام سلطات الاحتلال من حين إلى آخر من تنفيذ حفريات تحت وبجـــوار المسجد الأقصى ما هو إلا حلقة في مسلسل تزوير
تاريخ المدينة المقدسة وتهويدها، فما إن عثر الصهاينة خلال حفرياتهم على آثار إسلامية إلا وادعوا أن ما تحتهــا يعود إلى عهد
الهيكل المزعوم، في محاولة منهم لإقناع العالم أن الآثار الإسلامية في القدس تقوم فوق آثار يهودية مختفية وهذا ما لم ولن تثبت
صحته, إضافة إلى ما السياسة التضليلية التي يتبعها الاحتلال في تغيير السمات الحقيقية للأمـــاكن، وتهويد الأزقة والشـــوارع،
لتطوى الأسماء الحقيقية في ذاكرة التاريخ، وتبقى الأسماء الصهيونية مما يدلل على الهدف الحقيقي من وراء مخططاته في قلب
تاريخ المدينة الحقيقي إلى تاريخ يهودي مزور, ورغم ما أعلنه مؤخراً علماء الآثـــار الإسرائيليين بأنهم لم يعثروا على أي أدلة
أو آثار يهودية في مدينة القدس خلال عمليات الحفر المنتشرة في المدينة لإثبات يهوديتهــا إلا أن مسلسل الاعتـــداءات لم يتوقف
حتى الآن.
إن عمليـــات السرقة المتكررة تضع العـــالم العربي والإسلامي أمام اختبــــار حقيقي في ظل ازدياد الخطر على المسجد الأقصى
وتسارع اتساع دائرة الاستهداف يومـــاً بعد يوم , مؤكدة أن مخططـــات العدو الصهيوني أصبحت واضحة في مسارها الساعي
لتهويد المدنية المقدسة بأكملها وهدم الأقصى.
مدينة القدس شهدت ومازالت تشهد سلسلة اعتداءات وانتهاكات بحق معالمها التاريخية والأثرية, وعلى اثر ذلك فقد قامت وزارة
السياحة والآثار برصد أهم الانتهاكـــات التي تعرضت لها المدينة ومقدســــاتها منذ بداية العام, وهي موضحة على النحو التالي:
1- إصدار بلدية الاحتلال في القدس قرارًا ينص على تحويل ساحات المسجد الأقصى إلى ساحات عامة بغرض إلغاء تبعيتها
للمسجد وفتح المجال أمام المستوطنين اليهود والسياح لدخولها في أي وقت, وكان ذلك بتاريخ 1/8/2012م.
2- إعلان المستشار القانوني لحكومة الاحتلال الإسرائيلي "يهودا فاينشتاين" أن الحرم القدسي الشريف هو جزء لا يتجزأ من
الأراضي الإسرائيلية وانه ينطبق عليه قانون التنظيم والبناء وقانون الآثار الإسرائيلي وذلك بتاريخ 16/7/2012م.
3-قيام سلطات الاحتلال بهدم طبقات أثرية لأبنية تاريخية في منطقة ساحة البراق أسفل المسجد الأقصى تعود إلى العهد الأموي
والعباسي وحتى العثماني وذلك بهدف إقامة مركز تهويدي ضخم على أنقاضها، مكون من خمسة طوابق فوق أنقاض هذا المكا
ن الأثري تحت اسم "مبنى تراث المبكى" تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم, وذلك بتاريخ30/6/2012م.
4-بدأ الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ إنشاءات جديدة في أقصى الجهة الجنوبية الغربية لساحة البراق، حيث بدأت أعمال صب أرضية
باطون على مساحة واسعة، كما أن الاحتلال يخطط لبناء نحو 20وحدة حمامات عامة لزوار حائط البراق وذلك بتاريخ
12/7/2012م.
5- تكرار اقتحام المستوطنين والجنود الإسرائيليين بزيهم العسكري لساحات المسجد الأقصى وكان آخر اقتحام قد حدث بتاريخ 29/7/2012م, بالإضافة إلى قيام الاحتلال بتشديد الإجراءات حول دخول المصلين لأداء الصلاة في المسجد خـــاصة في
شهر رمضان المبارك.
6- قيام قوات الاحتلال الإســــرائيلي بتهويد أبواب القدس القديمة من خلال وضع بعض التمـــائم اليهودية تسمى" المازوزاه"
على أبوابها, وهو مصطلح ديني يهودي يشير لأداة توضع على طرف الأبواب أو ما يشبه التمائم، ويقوم كل داخل إلى الباب
الموضوع بلمسه باليد ثم تقبيل اليد اللامسة للتميمة والتمتمة ببعض الألفاظ.
7- قيام قوات الاحتلال في منتصف الشهر الماضي بأعمال هدم وإزالة معالم وبقايا أثرية أسفل جسر باب المغاربة بساحة البراق,
مما كشف عن قوس كبيرة أسفل الجدار الغربي, إضافة إلى قيام الاحتلال باستكمال هدم طريق باب المغاربة والذي هو جزء من
المسجد الأقصى, وذلك بتاريخ 9/7/2012م.
8- الكشف عن مخطط لبناء مدينة سياحية تحت المسجد الأقصى تترجم رواية يهودية للهيكل المزعوم ومرافقه، وذلك لاستيعاب
ستة ملايين سائح عام 2020, إضافة إلى مصادقة بلدية الاحتـــلال على بناء متحف توراتي في قلب حي سلوان جنوب البلـــدة
القديمة, وذلك بتاريخ 1/6/2012م.
9- هدم العديد من المنازل القديمة في مدينة القدس وضواحيها خاصة في بلدة سلوان جنوب الأقصى المبارك, حيث قامت مؤخرا
بهدم منشأة سكنية تاريخية أنشأت قبل مئة عام بحجة عدم الترخيص.
10- وبناء على سياسة الهدم والتهجير التي تتبعهـــا قوات الاحتلال في أحيـــاء البلدة القديمة والقدس الشرقية فإنهـــا ترفض نشر
مراقبين دوليين وأوربيين لمتابعة عمليات الهدم والإخلاء في الأحياء الفلسطينية.
11- محاولة الاحتلال التحايل على المواطنين المقدسيين والسعي لشراء عقارات مقدسية أثرية وتاريخية تحت مسميات أنها أموال
عربية وخليجية وذلك من أجل تحويلها ملكيات تتبع المستوطنات ودائرة الاحتلال.
12- ومع تزايد عمليات هدم قـــوات الاحتــلال لمنازل المواطنين الفلسطينيين فإنها بالمقــابل تقوم بالمصادقة على بناء عشـــرات
الوحدات
السكنية الصهيونية استمـــرارا في التوسع الاستعماري الاستيطاني على حساب الفلسطينيين, فقد صادقت قوات الاحتلال على عدة
مشاريع سكنية صهيونية مؤخرا في الفترة الواقعة ما بين 13/7/2012م – 20/7/2012م.
13- قيام سلطات الاحتلال الصهيونية بعمليات زراعة القبور اليهودية الوهمية في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة بمدينة
القدس المحتلة في الوقت الذي يستمر ويصر على تجريف وطمس مقبرة مأمن الله التاريخية المقدسية, والاعتـــداء المستمر على
المقابر الإسلامية التاريخية بالقدس, فقد هدمت قوات الاحتلال 200 قبر في مقبرة "مأمن الله التاريخية بالقدس بحجة أنها تابعة
لدولة الاحتلال وفق قانون أملاك الغائبين, وذلك بتاريخ 11/6/2012م.
14- الكشف عن قيام الاحتلال بطرح عطاء بقيمة 20 مليون دولار لإقامة كنس يهودي أسفل المسجد الأقصى, كما صادق
الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون إعلان مدينة القدس مدينة ذات أولوية وطنية من الدرجة الأولى للإسرائيليين وتخصيص
ميزانيات ضخمة لتطويرها, فقد رصدت مبلغ يقدر بمليوني شيكل لإقامة متحف يهودي في الحديقة الإسرائيلية "مدينة داوود", 23/5/2012م.
15- تصاعد الدعوات الصهيونية والفعاليات التي تنظمها جماعات ومنظمات يهودية تدعو إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل
المزعوم على أنقاضه والتي كان آخرها دعوة عضو الكنيست "آرييه إلداد" حيث قال أن بناء الهيكل يجب ان يتجدد ميدانياً عل
ى الأرض، بعد أن يتم إزالة المسجد الاقصى ، دون النظر الى الردود السياسية أو العالمية.
إن هذه الانتهاكات المذكورة لا تعتبر إلا جزءاً يسيراً من سلسلة الانتهاكات التي نفذها ومازال ينفذها الاحتلال الإسرائيلي هذه
الأيام بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى, وأخطرها هو ما يتعلق بعمليات الحفريات أسفل المسجد الأقصى وفى المحيـــــــط
الملاصق له.
إن المسجد الأقصى اليوم بات في خطرٍ حقيقي ليس ذلك من باب التهويل أو الترويج الإعلامي فنحن نرى الخطر بالعين المجردة,
وإذا لم يقم العرب والمسلمون بواجبهم في حماية ورعاية المسجد الأقصى فلن يستطيعوا الوقوف أمام تمادي الاحتلال في تنفيذ
سياسته وتحقيق أهدافه الاستيطانية
وإزاء ما سبق فان وزارة السياحة والآثار تؤكد على ما يلي :
1. إن ما تقوم به سلطة الآثار الإسرائيلية من تنقيب عن الأثريات هو من أجل تهويد القدس المحتلة وإحكام السيطرة عليها،
وقيامها بأعمال الحفريات أسفل القدس القديمة ليس من أجل هدف علمي بل لغرض سياسي ولتقويض دعائم السكان العرب.
2. إن المشاريع والخطوات التي تنفذها سلطات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة لتغيير معالمها العربية الإسلامية، والأموال
الهائلة التي تم صرفها لتحقيق هذه الأهداف، لم تفلح في إلغاء الهوية العربية والإسلامية للمدينة, فأسوار القدس التاريخية
وأبوابها القديمة تبقى علامة بارزة تؤكد هوية المدينة وتقهر الاحتلال.
3. إن هذه الأعمال الصهيونية هي جس نبض وقياس لردة الفعل العربية والإسلامية, وأن الصمت الحاصل والتقاعس من قبل
المسلمين في نصرة أقصاهم هو المشجع الأكبر للاحتلال للاستمرار بجرائمه بحق القدس ومقدساتها.
4. تدعو وزارة السياحة والآثار كافة المؤسسات الدولية والمحلية والمؤسسات العاملة على حماية التراث بالإضافة إلى وسائل
الإعلام, ندعوهم جميعاً لضرورة العمل على نشر كل ما تتعرض له المدينة المقدسة من انتهاكات وجرائم وعمليات تضليل
في كافة المحافل المحلية والدولية, من اجل الضغط على الكيان الصهيوني لوقف اعتداءاته المستمرة على مدينة القدس ومقدساتها.
5. وتستغرب الوزارة صمت منظمة اليونسكو عن تلك الانتهاكات المتواصلة والعلنية ونطالبها بالوقوف عند مسؤولياتها في
حماية المعالم الأثرية في القدس ولجم الاحتلال عن مواصلة أعماله.
6. وتناشد الوزارة أبناء الأمة العربية والإسلامية للتحرك العاجل والدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من مطامع الاحتلال
قبل فوات الأوان.
دنيا الوطن
2012-08-05