الوزارة تستعد لترميم موقع جميلة الأثري بالخرسانة وحديد البناء!
فيما دفعت الجزائر 5 ملايين أورو لليونسكو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تحت شعار ”إنهم يستعدون لتدمير موقع جميلة”، وجهت مجموعة المراقبة من أجل حفظ الموقع الأثري جميلة، بسطيف، انتقادات حادة لوزارة الثقافة متهمة إياها بمحاولة تدمير الموقع الأثري التاريخي الذي يمتد إلى ملايين السنين.
المجموعة المتكونة من أساتذة ومؤرخين، على رأسهم الباحثة في علم الآثار، الدكتورة نصيــرة بن صديــق، التي أعلنت على موقعهـا في
شبكة التواصل الاجتماعي، أن الموقع مهدد بالانهيار في حال تواصل تجاهله من طرف وزارة الثقافة.
كما تم نشر صور على موقع ”فايس بوك”، تبين التهديد الذي يترصد الموقع الأثري بعد انهيار جزء من المنصة تحــت تــأثير الأجهزة الموسيقية بعد دورات من المهرجان الفني، الذي درجت الوزارة على تنظيمه سنويا هناك. ورغــم أن الــوزارة كانت قد أعلنت عن نقل المهرجان منذ 2011 إلى خارج الموقع الأثري، وهذا خوفا من انهيار المنصة ومن ثم جزء كبيــر من المدينــة الأثريــة التي تمتــد إلى
عهد الرومان والبيزنطيين التي جعلت جميلة موقعا أثريا عالميا صنفته اليونسكو في لائحة التراث الإنساني منذ 1982، غير أن التهديد
مايزال يترصد الموقع جراء سياسة التجاهل والإهمال.
مجموعة من الباحثين والمهتمين الذين نددوا بالإهمال الذي يطال الموقع الأثري، أدانوا أيضا الترتيبات التي اتخذتها الـوزارة التي تستعــد لمباشرة عمليات ترميمات في محيط الموقع. وحسب الصورة المسربة من موقع ”العمليات” فإن المواد التي يعتزم استعمالهــا في الترميـم
هي ”خرسانة” وحديد البناء الذي يستعمل في تشييد العمارات والآجر! وهذا ما يعد منافيا للمعايير الفنية المتعلقة بالترميمات، لأنها تسيء
إلى الطابع العمراني والتاريخي للمصنف الأثري، زيادة على أن المخاطر التي تنجم عن وضع الكتل الخرسانية، حيث يكون للحفــر التي ينتظر إحداثها في الموقع لتثبيت الخرسانة أثرا سلبيا على تدمير الطبقات الأثرية المدفونة ومن ثم الآثـار التــاريخية التي لم يتم اكتشافهــا
بعد. زيادة على ما أحدثه وجود أكثر من 10 آلاف متفرج في الموقع إبان الدورات المختلفة للمهرجان، حيث كان الجمهـور يفعل هنــاك
ما يشاء دون مراقبة، بما في ذلك رمي القمامات والتبول على الفسيفساء وأدراج المعبد القديم، الأمر الذي يجعل الموقع الأثـري في حلــة متدهورة. من جهة أخرى استنكر أصحاب العريضة تجاهل الجزائر لمواقعها الأثريـة، في حين دفعت البلاد لمنظمة اليونسكــو، عند آخر زيارة لمديرة المنظمة، ايرينا بوكوفا، 5000000 أورو كمساهمة في صندوق الطــوارئ، دون أن يكــون لتلك المبــالغ المدفــوعة أي
مساهمة في الحفاظ على مواقعنا الأثرية مثل جميلة وتيمڤاد وتيبازة ودلس. وقد عبر أصحاب العريضة عن قلقهم إزاء الأخطار التي تهدد مواقع عدة مثل سوق أهراس ”خمسية مدور” ومنطقة ”تديس” في تيبازة
جريدة الفجر