وزراء الثقافة العرب في مؤتمرهم بالمنامة
العمل العربي المشترك سبيلنا إلى تحقق تطلعات الوطن العربي أنهى وزراء الثقافة العرب أشغال مؤتمرهم الثامن عشر المنعقد يوم 13 نوفمبر 2012 بالمنامة عاصمة مملكة البحرين باصــدار
مجموعة من القرارات والتوصيات الخاصّة بتطوير الشأن الثقافي في الوطن العربي.
وقد ألقى الأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للألكسو كلمة الافتتاح أشار فيها إلى أن الدول العربيـة ومجتمعــاتها
تحيط بها تحدّيات كبرى لا يمكن مجابهتها بنجاح إلا بالإعتماد على المعرفة والثقافة إذ هما الوسيلة المثلى للسير على درب الحداثة
والتقدّم والرقي سيْرا سليما قائلا بأن الثقافة هي السّند الأساسي في مساعينا لنشر قيم الانفتاح والتســامح واحتــرام الــرأي الآخــر
حتى يتفوق الفكر التنويري المعتز بالأوائل والعامل على إذكاء المجد العربي بمواكبة العصر والكرع من منــاهل العلــــوم والمعرفة
والفنون الحديثة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأكد المدير العام للألكسو أن حضور وزراء الثقافة العرب هذا المؤتمر للنظر في الأوضــاع الثقــافية في الدول العربيــة والتــراث
الحضاري والخطّة الشاملة للثقافة وتطوير الحوار مع الثقافات الأخرى وإتّخاذ القـــرارات سيضع هذه الدورة في منــزلة المحطــة
الهامّة على مسلك النهوض بالعمل الثقافي العربي المشتـــرك.
وكان المؤتمر قد افتتح صبيحة يوم 13 نوفمبر باشراف الشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس الوزراء والشيخـــة ميْ بنت
حمد آل خليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين والأستاذ الدكتور محمد العزيز ابن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم (الألكسو) والسيد حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والتراث بدولة قطر بصفته رئيس الـــــدورة الســابعة عشرة
للمؤتمر وزراء الثقافة العرب.
وبعد المناقشات والمداولات في الشأن الثقافي العربي أصدر وزراء الثقـافة العرب جملة من التوصيــــات الهامّة التي تضمّنت رؤية
عامة لتطوير العمل العربي المشترك في المجال الثقافي والمعبّرة عن رغبة الدول العربية لتطويــر الثقافة العربية وهي في مجملها
مندرجة في التوجهات الاستراتيجية التي وضعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم منذ أن تولى الأستاذ الدكتور محمد العزيز
ابن عاشور ادارتها.
وقد صدرت إلىجانب التوصيات ورقة أطلق عليها المؤتمر الثامن عشر لوزراء الثقــافة العرب اسم «اعـــــلان المنامة» أكد فيها
الوزراء أن المرحلة الراهنة تستدعي تغليب المصالح العليا للأمة والعمل الجماعي الذي يعلوفيــه صوت العقـــل والحكمـــة مشدّدين
على أهمّية ترسيخ قيم الديمقراطية من حرّية الفكر والتعبير واحترام حقوق الإنسان والمشــــــاركة بما يضمن توفير المناخ الملائم
للتنمية الشاملة والحوار مع الثقافات والحضارات الأخـــرى.
كما أكد وزراء الثقافة العرب أن العمل الثقافي العربي المشترك هو سبيلنا إلى تحقيق تطلعات أمّتنا العربية إلى الإسهـــام في صنع
الحضارة الإنسانية.
وجاء في التوصيات الدعوة إلى العناية بالثقافة في مفهومها الشامل باعتبارها أسلوب حياة ونمط سلوك وتطلّعـا معرفيا واجتمــاعيا
وتواصلا انسانيا ورافدا تنمويّا أساسيا.
ودعا الوزراء إلى تدعيم اللغة العربيــــة وتحديث مناهج تعليمهـــــا وتوفير المـــــوارد البشرية والمــــادية والفنية الـــلازمة لــــذلك.
ومن التوصيات أيضا الدعوة إلى العناية بالتراث في الوطن العربي وشكر المنطمة على عنايتها بالتراث واحداث جــــائزة عربيــة
هامة لأفضل الأعمال في خدمة التراث.
ودعا المؤتمرون إلى العمل على إغناء الحوار مع الثقافات الأخرى، واعداد الأجيــال لمتطلبـات العصر وتطـــوراته بدعم وســـائط
المعرفة ودعم المثقفين وتوفير المناخ اللازم للإبداع بما يسهم في تطوير انتاجهـــم.
وركزت التوصيات على أهمية العناية بحماية التراث الثقافي الفلسطيني عامة والتراث المقدسي خاصة.
وتوجه المؤتمر بدعوة جميع الدول العربية على المزيد من التعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلـــــوم لتنفيذ قــــرارات
المؤتمر.
وأوصى المؤتمر بتنظيم ملتقى لصياغة رؤى العمل الثقافي العربي تعقده المنظمة وتتمثــــــل فيه وفود الدول العربية وذلك بشـــأن
الإعداد للقمة الثقافية العربية.
وللعلم أن الوزراء في مؤتمرهم إطلعوا على التوجهات والبرامج والمشاريع التي تعمل المنظمـــة على تنفيذهــــا من ذلك المشروع
العملاق للنهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، وجهودها في حماية التراث على المستوى العـــربي وفي المؤتمـــرات
والمنتديـــــات الخــــاصة بالتــــراث.
الكســــــــــو
2012-11-16